ربما أكتب هذه الكلمات من واقع عشقي للرياضة، وما دفعني هو هذه «الانتفاضة» الجريئة والواثقة التي أنعشت بها الهيئة العامة للرياضة، وعلى رأسها معالي رئيسها تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، ذاكرتنا جميعاً بالعديد من القرارات والإجراءات التي أجزم بأنها ستنعش رياضتنا وتضعها على الطريق الصحيح. بعيدا عن الانتماءات، يجب أن نعترف ويجب أن يسجل تاريخنا الرياضي لتركي آل الشيخ، أنه تعامل مع كثير من إشكالياتنا الرياضية بذات منطق «الحزم» الذي رسخه قائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعمل عليه ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأستطيع أن أقول إن معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة، يكاد يكون هو المسؤول الأول الذي نجح في نقل «العزم والحزم» من شعار عريض إلى استلهام فوري، ربما ينهي عقودًا من الزمن كان فيها الوسط الرياضي مفهوما ومؤسسات وأفرادًا يعاني من مشكلات جذرية مليئة بالثغرات والفساد والتعصب والتحايل. قد يكون مهما للغاية، أن نرى هذه الحزمة الجريئة في التعامل مع القضايا الشائكة، وهي تقترب من الجوانب التي ظلت من قبيل «المسكوت عنه» طويلا، ولا ندري لماذا؟. وقد يكون مفيدًا أن هذه الإجراءات جاءت عقب أيام قليلة من التأهل التاريخي لمنتخبنا الوطني لكأس العالم للمرة الخامسة، الأمر الذي يستدعي إصلاحًا كبيرًا يعيد لرياضتنا هيبتها، وينبذ عنها الكثير من السلبيات والسلوكيات التي يجب أن تنتهي تماما. ما حدث ويحدث خلال الأيام والأسابيع الماضية لإصلاح مسارنا الرياضي، أعتقد أنه يجب أن يكون شعارًا وسلوكًا مؤسساتيًا عامًا يطبع أداء كل منظوماتنا الرسمية أو الحكومية؛ لتعزيز قيم العدالة وسيادة القانون، والأهم وضع حد ينهي مهازل التخبطات العشوائية التي ما زالت بعض مؤسساتنا تتعامل بها، وكأنها فوق الحساب أو المساءلة، وبهذه النقطة أعتقد أنه يجب النظر لممارسات الإعلام الرياضي ليكون وعاءً للتوعية يعزز الانتماء لقيمة ومضمون وطن كبير لا أداة للتعصب المقزز. انتفاضتنا الرياضية، يجب أن يواكبها وعي جديد يلائم المرحلة التي نعيشها، ويتماس مع حجم التحديات التي نواجهها بصراحة وعلى كل الأصعدة، لا بد أن تكون الشفافية والمحاسبة أداتين نموذجيتين للتعامل دون مواربة ودون تجهيل أو مجاملة أو مواربة. دولة «الحزم» التي بدأت ب«عزم» لا يلين سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا، تحتاج منا أن نكون على قدرها، وعلى قدر تضحيات أبنائها ودمائهم التي تسيل دفاعًا عنها وعن مواطنيها، ولا ينبغي السماح بفساد أو تخاذل. تحية من القلب لمعالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، على انتفاضته الإصلاحية، وأتمنى أن يكون لدينا في كل موقع أكثر من تركي آل الشيخ.