الحمد لله على قضائه وقدره (إنا لله وإنا إليه راجعون)، والحمد لله القائل سبحانه (وبشر الصابرين)، فالصبر من أجمل الأشياء التي وعد الله بها وعدا جميلا، لقد فجعت أنا وإخوتي بوفاة والدتي الحنون والأم الرؤوم «فاطمة بنت زيد العثمان» رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، في الفردوس الأعلى من الجنة بفضل الكريم رب العالمين صادق الوعد (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفرقاك يا أمي لمحزونون، والحمد لله على قضاء الله وقدره. إنه فقد الأحبة فشاءت أم أبت العين فلا يمكنها ان تحبس دمعها ولا يمكن للقلب ان يمنع حزنه ففي يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر الله المحرم 1439ه توفيت أمي الحنون وتمت الصلاة عليها في اليوم الذي يليه بعد صلاة الجمعة والعدد الغفير والحضور الكثير للجنازة فتذكرت قولها رحمها الله عساها إذا دنت جمعة جامعة، ثم دفنت في مقبرة نعجان مع والديها وإخوانها وأخواتها رحمهم الله جميعا وجميع موتى المسلمين، ولوالدتي من العمر اكثر من خمسة وثمانين عاما بالعمل الصالح ولكن الإنسان ومهما طال به العمر والمقام في هذه الدار الدنيا فإنه لابد من الرحيل لقول الحق (كل نفس ذائقة الموت) فمنهم من يرحل ويرحل معه ذكره ومنهم من يرحل جسدا ويبقى روحا بين محبيه بمآثره ومكرماته وأمي إن شاء الله انها رحلت إلى دار النعيم جنات الفردوس الأعلى من الجنة آمين يا رب العالمين، والعزاء موصول بعد نفسي لإخواني محمد وعمر وزيد أبناء سعود العنقري، اللهم اغفر لفاطمة بنت زيد العثمان واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارفع درجاتها في عليين وارحمها رحمة واسعة واغسلها بالماء والثلج والبرد يا خير مرتجى وأعظم مأمول يا حي يا قيوم يا كريم يا رب العالمين، اللهم اغفر لها ولأمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين.. اللهم آمين..