أشاد محافظ بغداد م. عطوان العطواني، بمشاركة المملكة العربية السعودية في معرض بغداد الدولي، ووصفها بأنها لافتة للأنظار وكبيرة ونوعية، مبينا أن عموم الشعب العراقي سعيد بهذه المشاركة لاكتشاف المنتجات السعودية والاستفادة منها. وقال العطواني إن العراق يحتاج اليوم- بلا شك- لدعم عربي وإقليمي، وللحاضنة العربية؛ بسبب الأوضاع التي يمر بها منذ زمن طويل، فالمرحلة صعبة وتحتاج للعمل المتواصل والتكاتف العربي، فالإرهاب أخذ الكثير من العراق، وضرب العديد من المحافظات التي لها تاريخ وثقل حضاري مهم، مثل: نينوى وصلاح الدين والرمادي، وبالتالي فبلادنا تحتاج لهذا التواصل العربي والدعم الذي بدأ من الآن من خلال معرض بغداد الدولي الذي تشارك فيه المملكة بأكبر جناح بالمعرض. وأضاف: «العراق يحتاج للتواصل المستمر، فالفترة الماضية كانت هناك العديد من العوائق وهذا محتاج لوقت وإلى لقاءات وبحاجة إلى تقديم الدعم لكي تنهض بغداد من جديد، فالعراق اقتصاده قوي وبحاجة إلى اللحمة السياسية والتعاون العربي من أجل العراق، مؤكدا أن العراق يملك تجربة ديموقراطية ناجحة فالشعب العراقي بكافة أطيافة مشارك بالحكم في كافة مؤسسات الدولة، فالعراق سيبقى قويا بدعم الدول العربية». على صعيد آخر، أكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن دعم المملكة الاقتصادي غير المحدود لانتشال العراق من الأزمة يساعد العراق على العودة إلى المحيط العربي. وأوضح المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن العراق إحدى دول المنطقة العربية، ومن أهمها في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، مبينا أن ما حدث للعراق خلال العقدين الماضيين كان محزنا خاصة لما وصل إليه الاقتصاد العراقي، وأيضا ما تبعه من قرار سياسي ارتبط بشكل رئيسي بما حدث للعراق، وإن المملكة العربية السعودية منذ أن تقلد خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، وهو مهتم بإعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية العربية بما يساهم في انتشال المشكلات السياسية التي أثرت على المنطقة، ويعتمد خادم الحرمين الشريفين على القاعدة الاقتصادية كأساس للانطلاق نحو العلاقات السياسية والأمنية. فيما استبشر نائب رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية السعودية م. طارق الحيدري، بفتح المنافذ الجوية بين البلدين الذي تزامن بتقارب سياسي واقتصادي، والوفد الاقتصادي، والقطاع الجوي الذي يعود بعد 27 عاما إلى الأجواء العراقية الآمنة بوفد سعودي من كافة القطاعات، متوقعا ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين، ومتوقعا انتعاش الكثير من الصادرات السعودية للعراق في مجال الإنشاء من مصانع الإسمنت ومنتجات مواد البناء والمنتجات البلاستيكية، ومنتجات الأثاث والديكور، وقطاع الأجهزة الكهربائية والمنزلية، ومرورا بقطاع التجزئة وبالقطاع الطبي والصيدلة والتي ستنتعش في السوق العراقي الواعد والقدرة الشرائية جيدة جدا. وأوضح الأستاذ الدكتور في قسم الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز والمستشار الاقتصادي في غرفة جدة خالد عبدالرحمن البسام، أن تطور العلاقات السياسية بين السعودية والعراق تؤدي حتما إلى تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مبينا أن أوجه تطور العلاقات الاقتصادية ستساهم في زيادة الصادرات السعودية إلى العراق، والتي ستكون عاملا مهما لما يمثله العراق من سوق كبير للمملكة، وستزداد واردات المملكة من العراق لامتلاكه مقومات اقتصادية جيدة في مجال الزراعة، وسيساهم في تدفق الاستثمارات المباشرة في العراق. وقال الخبير السعودي في التجارة الدولية د. فواز العلمي، إنه خلال انطلاق الاجتماع الأول ل (مجلس التنسيق السعودي- العراقي) بعد وصول دولة رئيس الوزراء العراقي للرياض، على رأس وفد رفيع المستوى يضم أكثر من 10 وزراء ونحو 60 مستشارا وخبيرا في الحكومة العراقية، مع ما يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من رسالة صادقة لضرورة مساندة العراق، ودعم أمنه واستقراره، فإن المجلس سيبدأ في وضع الخطط التنفيذية لتعظيم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة من خلال تطوير مشاريع الطرق والسكك الحديدية والربط الكهربائي بين البلدين.