انطلقت الدورة ال44 لمعرض بغداد الدولي أمس، بمشاركة 18 دولة و400 شركة محلية وعربية ودولية. وتميزت نسخة هذه السنة بمشاركة «وازنة» للشركات السعودية والإماراتية. واعتبر وزير التجارة العراقي سلمان الجميلي في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، أن «هذه الدورة التي تستمر عشرة أيام، «هي الأوسع لجهة المشاركة العربية»، مضيفاً أن «فاعليات افتتاح المعرض الذي يرعاه رئيس الوزراء حيدر العبادي، بدأت تحت شعار «حررنا أرضنا وبتعاونكم نبنيها». ولفت إلى أن «الشركة العامة للمعارض العراقية استكملت الاستعدادات لاستضافة فاعليات المعرض، واستقبال وفود الدول والشركات العالمية المشاركة التي وصلت إلى بغداد وتأمّنت إقامتها». وأشار إلى أن «فاعليات هذه الدورة تتزامن مع الانتصارات التي حققها شعبنا وجيشنا في مواجهة العصابات الإرهابية المجرمة التي تُطرد حالياً من آخر الأراضي العراقية في مدننا العزيزة»، موضحاً أن المعرض «يشهد فاعليات اقتصادية واسعة وورشات عمل ومؤتمرات لعقد شراكات حقيقية بين القطاع الخاص العراقي ومثيله في دول العالم، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات العربية والدولية في مجالات الإعمار والبناء والاتصالات والتجارة والصناعة والزراعة». وأعلن الجميلي أن المعرض سيسمح بدخول «الشركات والدول في مشاريع استثمارية مع القطاع الخاص العراقي في المحافظات المحررة التي تنعدم فيها البنى التحتية، نتيجة الأضرار والتخريب الذي ألحقته الجماعات الإرهابية». وأشار إلى «مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات للمرة الأولى بثقل كبير، من خلال شركات كبيرة جداً تطمح الى الدخول إلى السوق العراقية وعقد شراكات مع القطاع الخاص العراقي بعد انقطاع طويل عن التعاملات الاقتصادية». وأكد «منهجية الحكومة العراقية القائمة على الانفتاح الاقتصادي على الجميع ومنح القطاع الخاص العراقي الفرصة والتحرر من القيود التي كانت مفروضة عليه، كي يأخذ دوره في أن يكون لاعباً أساسياً في تنمية الاقتصاد من خلال مشاريع استثمارية كبيرة، تأتي بالشراكة مع الشركات العربية والدولية». وفي السياق، شدد المدير العام للمعارض العراقية هاشم حاتم على «جهوزية شركته لهذا التجمع الاقتصادي الكبير»، لافتاً إلى أنها «أمنت المستلزمات اللوجيستية والدعم ووجهت الدعوات الى الجهات العراقية والسفارات والملحقيات، فيما استكملت أجنحة المعرض لافتتاح هذا الكرنفال الاقتصادي التي تشهده بغداد سنوياً». وأعلنت «هيئة تنمية الصادرات السعودية» مشاركتها ضمن الجناح السعودي في معرض بغداد الدولي بدورته ال44 ب60 شركة من مختلف القطاعات الصناعية والخدماتية». وتسعى الصادرات السعودية من خلال المعرض، إلى استكشاف الفرص السوقية للمنتجات السعودية في العراق، وتسهيل إجراءات التصدير إلى العراق بالتعاون مع الجهات المعنية. وأوضح الأمين العام للهيئة صالح السلمي في تصريحات إعلامية، أن «مشاركة الهيئة في معرض بغداد الدولي تنطلق من دورها في تشجيع المنتجات السعودية للوصول إلى الأسواق الدولية»، مبيناً أن «الناتج المحلي الإجمالي للعراق بلغ نحو 643 بليون ريال سعودي في 2016 (نحو 171 بليون دولار)، كان للقطاع الخدماتي النصيب الأكبر منها بنسبة 57 في المئة، فيما استحوذ القطاع الصناعي على 38 في المئة، أما الزراعي فله ما نسبته 5 في المئة». وأشار إلى أن «أعلى القطاعات من جهة قيمة الواردات في العراق هي المنتجات الغذائية، وفقاً لبيانات عام 2016، إذ بلغت قيمتها 21 بليون ريال، تلتها المعدات الثقيلة والإلكترونيات بنحو 20.3 بليون ريال، ومن ثم مواد البناء بأكثر من 15.8 بليون ريال سعودي، ما يجعل العراق فرصة ووجهة تصدير جيدة للمنتجات السعودية». وأكد السلمي أن «التوجه إلى السوق العراقية كان نتيجة جلسات نقاش عقدتها الصادرات السعودية مع مجموعة من المصدرين، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجههم، وإيجاد الحلول الفعّالة للتغلب عليها، والبحث في سبل تسهيل وصول المنتج السعودي إلى السوق العراقية». وأشار إلى أن» الهيئة تسعى إلى تأمين الأدوات والوسائل التي تساهم في تذليل العقبات أمام المنتج الوطني للمنافسة دولياً، وتنمية الصادرات السعودية غير النفطية في السوق العراقية تحديداً والأسواق الدولية عموماً». وتعد مشاركة الهيئة في معرض بغداد الدولي لهذه السنة بشعار «صناعات تتجاوز الحدود وتقرّب الشعوب»، من أهم المشاركات التي تساهم في بناء علاقات تجارية اقتصادية بين المملكة والعراق. وتشارك في المعرض 60 شركة سعودية من القطاعات الصناعية والخدمية تحت مظلة الجناح السعودي، تعرض من خلاله المنتجات السعودية المتميزة ذات الجودة العالية.