قال تعالى: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا» النساء (58) وقال عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين...) النساء (135)، وقال سبحانه في كتابه: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان...» النحل (91) لا شك أن الله- عز وجل- وجه أمرا مباشرا بالعدل بين الناس دون إنقاصٍ للمعنى أو تجاوز، وذكر هذا الأمر في مواضع كثيرة بكتابه الكريم، مما يعني وجوب صريح ومباشر لممارسة هذا الأمر في جميع تعاملاتنا الدنيوية بيننا جميعا نحن البشر. فما بالك بالمسئول، القائد، المدير، وحتى الرئيس دون أدنى شك هم الأولى بذلك، لا سيما وأنهم مسئولون عن جماعة معينة تحت سلطتهم وقيادتهم أو إدارتهم! مطلوب من هؤلاء المسئولين والقادة والمدراء والرؤساء على حد سواء وضع العدل على طاولاتهم مع جميع منسوبيهم، ناهيك عن المخلص والمتفاني في عمله من ذوي الخبرة فهو أحق الناس هنا بتطبيق العدل معه دون إنقاص في مساواته بالآخرين أو قهره!! في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه. وهذا استناد نبوي آخر يحث على المسئولية واخلاصها بالعدل والحق دون تجاهل بالباطل. نداء من القلب لك يا مدير ويا رئيس ويا كل مسئول: اتقوا الله في منسوبيكم وطبقوا العدل الرباني بينهم، اعدلوا فهو أقرب للتقوى لأنكم مساءلون عند الملك الأعلى عما تفعلون لا محاباة ولا تفرقة ولا تساهل في الدين على حساب الضعفاء من المرؤوسين. فالمولى هو الرقيب عليكم وحده لا سواه.