أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية، د. علي الغفيص، أن الثروة البشرية تمثل محور تنمية كل مجتمع، والاهتمام بها ضرورة للنجاح والتقدم، مبينا أنه من هذا المنطلق فإن رؤية المملكة 2030 تسعى لتطوير الاقتصاد السعودي في مجالات متعددة، تأتي في طليعتها التنمية البشرية والتي تلقى الدعم المباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إدراكا بأهميتها. وأشار د. الغفيص خلال منتدى «سابك» الأول للموارد البشرية تحت عنوان «تحول الموارد البشرية لتمكين رؤية المملكة 2030» والذي يستمر في الفترة بين 15 - 17 أكتوبر الجاري، إلى أن حكومة المملكة أولت أهمية بالغة لتنمية الموارد البشرية، حيث تنفق على التعليم العالي أكثر مما تنفق أغلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويمثل الإنفاق على التعليم والتدريب ما بعد الثانوي أكثر من 7٪ من الميزانية الحكومية. وقال: «تحقيقا لأهداف برنامج التحول الوطني أطلقت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عددا من المبادرات الداعمة لتوظيف المواطنين، منها تحديث مستهدفات نطاقات، وحملة تصحيح الأنشطة، وإيجاد مبادرات لتطوير وتحفيز مبادرات العمل الحر والعمل الجزئي عن بعد، وإعادة تصميم محفظة تنمية الموارد البشرية لتدعم النمو في التوظيف في القطاع الخاص، وكذلك دعم برامج عمل المرأة عبر برنامجي (قرة) و(وصول)، إضافة لإصدار تنظيمات جديدة للحاضنات المنزلية في مقار العمل». خطط واضحة للعمل من جانبه، أوضح نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية أحمد الحميدان أن الوزارة تنظر لموضوع الموارد البشرية بأهمية بالغة؛ لأنه موضوع فائق الأهمية، وقال: تحدثنا في المؤتمر بأنه كان لدينا قصور كبير في إدارة الموارد البشرية ليس بسبب أن القائمين عليها غير مؤهلين، ولكن بسبب تراكمات للاعتماد على العمالة الوافدة بشكل كبير ما سبب خللا في كل أدبيات الموارد البشرية. ولفت في ذات السياق إلى أن هذا المؤتمر سينقل التجربة لباقي القطاع الخاص؛ لنأخذ موضوع تأهيل واحتواء وتوظيف الموارد البشرية المواطنة بالشركات على ما يحتمل من جدية، وبالتالي وجود شركة عالمية ذات ثقل وطموح مثل «سابك» تقوم على إيجاد مثل هذا المؤتمر وتطويره لهذه المرة وفي المستقبل. وأردف الحميدان ان رؤية المملكة 2030 تضع العمل مبنيا على خطط واضحة يمكن قياسها، وبالتالي الاجتهاد طيب ولكن إذا كانت مساحته واسعة أصبحت الخطة غير محكمة، وهذا مجمل رؤية المملكة 2030، وبالتالي احدى الركائز المهمة في هذه الرؤية هي بناء الموارد البشرية؛ لأنه لا توجد دولة قادرة على أن تنهض بكل إمكاناتها بطريقة مستقرة ستجابه بها المستقبل إلا بالعمالة المواطنة، مشيرا إلى أن التوظيف يعتمد على جوانب العرض والطلب. التوطين والتمكين وأكد الحميدان أن الوزارة تعمل على جانب نسبة التوطين وعلى الجانب الآخر وهو التمكين وذلك من خلال البرامج الأربعة التي أطلقت، وهي العمل الحر وإتاحة العمل للشباب والشابات السعوديين، وإصدار شهادة العمل الحر، وصندوق الموارد البشرية سيتولى تمويل الاستقطاع التأميني لهذا العامل بنظام العمل الحر دون أن يكون مرتبطا بالمنشأة، ومن هذه البرامج تمكين المرأة ببرنامجي «قرة» و«وصول»، فبرنامج وصول هو المساهمة في أجرة النقل عبر وسائل المركبات المحركة عن بعد، وبالتالي صندوق الموارد البشرية سيدفع 80٪ من تكلفة 44 رحلة للمرأة العاملة شهريا، فهذه مساهمة لتقليل تكلفة الانتقال عليها، كما أن برنامج قرة هو برنامج الحاضنات بالنسبة للأطفال؛ لأن الصندوق سيساهم بتكلفة الحاضنات وأقر معه الحاضنات المنزلية. وفي سؤال ل«اليوم» عن دور هيئة الوظائف في التوطين، قال الحميدان: «هيئة توليد الوظائف بنت مجموعة من الخطط وتناقش مبادراتها التي ستطلقها، وهي موجودة وعندها برامج تعمل عليها، كما أنها تشارك مع الوزارة ومعها هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووزارة التجارة، ويشترك معها مجموعة من الوزارات وليس فقط وزارة العمل، فالوزارة لا تستطيع إدراك كامل السوق، والمبادرات التي تطرح تكون في غالبها جهدا مشتركا في هذه الجهات». الابتكار والتحفيز من جهة أخرى، أشار نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في سابك عبدالعزيز العودان، إلى أن إطلاق أول بيت خبرة للموارد البشرية تحت مظلة «سابك» استشعار للمسؤولية لتحقيق رؤية المملكة 2030، مما يحتم علينا النظر للموارد البشرية بطريقة مختلفة بنقلها من الطريقة المعتادة القديمة في عمليات الموارد البشرية إلى رؤية استراتيجية وهذه ستكون النواة، كما أننا سندفع بخبرة «سابك» في الابتكار والتحفيز وكذلك الإنجاز. وأوضح العودان أنه خلال هذا المؤتمر نود التركيز على تعريف المجتمع بالتحدي الذي نواجهه في تحقيق رؤية المملكة 2030، ونحن نرى أننا نخلق مجال النقاش بكل ما يتعلق بالموارد البشرية عبر هذه المنصة المشتركة على المستوى الوطني، وهي بيت الخبرة الذي يشارك فيه المفكرون والأكاديميون، وكذلك ممارسو الموارد البشرية، لكي يتم تبادل الخبرات ونحصل على الأهداف التي نستطيع أن نحققها بتكامل الخبرات الأكاديمية والعملية. تنمية المواهب العلمية بعد ذلك وقع وزير التعليم د. أحمد العيسى اتفاقية مع «سابك» لتطوير القوى البشرية، وقال إن تنمية الموارد البشرية محور أساسي من محاور رؤية 2030، مؤكدا أن الوزارة تهتم بتطوير القوى البشرية وتنمية المواهب في كافة المجالات، وبلا شك أن التعليم هو مصنع الرجال، ومصنع الطاقات البشرية وبالتالي نستطيع بالشراكة مع «سابك» أن نقدم الكثير في هذا المجال، وأن ننمي القدرات والمواهب العلمية والتقنية في كافة المجالات. وأوضح د.العيسى أن المؤتمر سيفتح آفاقا كبيرة للتعاون وتنمية القوى البشرية في مجالات الإبداع والابتكار والقيادة، ونستطيع من خلال هذه الشراكة أن ندعم كافة البرامج التي تستهدف القيادات التربوية في الوزارة، وفي إدارات التعليم، إضافة إلى استكشاف المواهب التي من الممكن أن تسهم في المستقبل بكافة الصناعات والمجالات التقنية. المنتدى يركز على تطوير قدرات الموارد البشرية (تصوير: فارس آل سعد)