شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي على المعلمين والمعلمات بأن يكونوا سدا منيعا أمام أَسباب التطرف والغلو. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إنه كلّما كانت البيئة التعليمية آمنة؛ استطاع طالب العلم، أن يفصح عن جهله وعدم معرفته، دون خوف أو خجل وأن على معاشر المربين والمربيات أَن يعلموا أن للقدوة آثاراً جليلة في نفوس المتعلمين، وكلما كان المعلم متأسِّيا بنبيّه صلَّى الله عليه وسلَّم، وقدوة حسنة في الخير؛ كان أعظم أثرا في تلاميذه. وبيّن أن المعلّم الناجح، والمربي الحاذق، من يراعي في تعامله مع تلاميذه، اختلاف أحوالهِم، فقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، يراعي أحوال أصحابه، فيوصي كل إنسان بما يناسبه، فهذا يوصيه بتقوى اللَّه وحسن الْخلق، وآخر بعدم الغضب، وثالث بأن لا يتولى أمر اثنَين، بطريقة لطيفة رقيقة، ورابع يقول له: ((لا يزال لسانك رطبا من ذكر اللَّه عزَّ وجل))، وقال: هكذا كان صلَّى الله عليه وسلَّم، يعامل النَّاس بما يناسبهم، ويراعي الفروق الفردية بينهم، والمعلم اللبيب والمربي الحكيم هو الذي يفيد من أحداث اليوم والليلة، في التوجيه والتعليم، فاغتنام مناسبة طارئة، أو موقف عارض، قد يؤثر تأثيرا عميقا في قلوب المتعلمين. ولفت المعيقلي إلى أن المربِّي الناجح هو الذي يوظف جميع الطاقات، فيربي الأبناء والبنات على تحمل الأعباء والقيام بالمسؤوليات، ويبث فيهم روح المشاركة والعطاء، والتشييد والبناء، ليكونوا لَبِنَة صالحة في أوطانهم، فليس هناك فئة مهملة في المجتمعات المسلمة، حتى الضعفاء والمساكين، بهم تنصر الأمة. وأوصى فضيلته، المسلمين، بالاقتباس من ميراث النبوة، وأن نحذو حذوه صلى الله عليه وسلم في تعليمنا وتربيتنا، لأبنائنا وبناتنا فما أحوجنا إلى منهج ذلك المعلم الأول، الذي أحيا اللَّه به القلوب، وأنار به العقول، وأخرج الناس به من الظلمات إلى النور. وأضاف: مسؤوليتكم أيها المعلمون والمعلمات عظيمة، والأمانة الملقاة عليكم جليلة، فكونوا مصابيح هدى، تستنير بها عقول تلاميذكم، وازرعوا فيهم حب دينهم وأوطانهِم، وولاة أمرهم وعلمائهِم، وكونوا سداً منيعاً أمام أسباب التطرف والغلو، والمجونة والرعونة، ذلك أن تقدير المعلم له أثر عظيم في نفوس التلاميذ، فلنغرس في قلوب أبنائنا تقدير المعلم واجلاله، فالأدب مفتاح العلم، ونحن إلى كثير من الأدب، أحوج منا إلى كثيرٍ من العلم.