في الوقت الذي بدأت فيه النقاشات الابتدائية لاندماج محتمل بين شركة إسمنت العربية وشركة «إسمنت الصفوة» في المنطقة الغربية، توقع مختصون في قطاع الإسمنت حدوث عمليات اندماج في مناطق أخرى لشركات إسمنت بالمنطقة الجنوبية والشمالية. وقالت شركة «الراجحي المالية»، إنها لن تستغرب حدوث عمليات اندماج في مناطق أخرى – المنطقة الجنوبية (شركات قليلة مثل اسمنت الجنوبية واسمنت نجران)، أو المنطقة الشمالية حيث توجد الشركات قريبة من بعضها البعض، مثل شركتي الاسمنت الشمالية واسمنت الجوف. وأكدت أن الاندماج المزمع بين شركتي «الإسمنت العربية» و«إسمنت الصفوة»، إذا تم سينتج طاقة إنتاجية مشتركة للاسمنت تبلغ 9.2 مليون طن بحصة سوقية تبلغ 15%. وأضافت إن وجود الشركتين في المنطقة الغربية سوف يفيد في تقليل التكلفة في بعض الجوانب مثل استهلاك المواد الخام، الصيانة، النقل، الجوانب اللوجستية، بالإضافة لمصروفات البيع والمصروفات العمومية والإدارية. أما شركة «الجزيرة كابيتال» فأكدت أن الطاقة الإنتاجية المتوقعة للكيان الجديد الناتج عن الاندماج المحتمل بين «إسمنت العربية» و«إسمنت الصفوة» ستبلغ 8.2 مليون طن عند إتمام ونجاح عملية الدمج، وقالت إن الاندماج المقترح يحمل في طياته احتمالية تخفيض للطاقة الإنتاجية من خلال إغلاق خطوط الإنتاج القديمة وتحسن في أسعار البيع والكفاءة وهوامش الربح. وأضافت إنها تعتقد أن الطاقة الإنتاجية الكبيرة في ظل ظروف السوق الحالية التي تتميز بارتفاع المنافسة من العوامل الرئيسية المثيرة للقلق والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض معدل التشغيل وانخفاض العائد على الأصول. وتوقعت «الجزيرة كابيتال» انتعاش قطاع الإسمنت خلال السنة المالية 2018، مع البدء في تنفيذ خمسة مشاريع ضخمة متوقعة في المنطقة الغربية خلال العامين القادمين، مما يخلق فرصا لكسب حصة سوقية أعلى للشركة؛ بسبب البدء بتنفيذ هذه المشاريع الجديدة، تبدأ مع تعافي سوق الإسمنت المتوقع في المنطقة الغربية قريبا. فيما أكدت مصادر في قطاع الإسمنت أن الشركات بدأت في دراسة خطوة الاندماج بشكل فعلي، موضحين أن هذه الخطوة ستساعد القطاع الحكومي المنظم للقطاع على سن الأنظمة والتشريعات التي تنظم القطاع وتحفزه، مضيفين إن السوق في حاجة لوجود شركات عملاقة تستطيع تغطية الطلب من الإسمنت. من جانب آخر، أظهر تقرير حديث انخفاض المبيعات الإجمالية لشركات الإسمنت السعودية بنسبة 7% خلال شهر سبتمبر من العام الجاري بالمقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 3.15 مليون طن قياسا بمبيعات قدرها 3.40 مليون طن تم تحقيقها خلال نفس الشهر من عام 2016، وذلك حسب البيانات الصادرة من شركة اسمنت اليمامة. علما بأن مبيعات 2017 تضمنت شركتي «إسمنت أم القرى» و«إسمنت المتحدة» لحداثة التشغيل التجاري لديهما، وباستثناء مبيعاتهما فإن المبيعات الاجمالية للشركات ال 15 تراجعت بمقدار 15%. وعلى صعيد المبيعات الشهرية للشركات، فقد شهدت معظم الشركات تراجعا في مبيعاتها، تصدرها شركة «إسمنت نجران» بنسبة تراجع 52% يليها كل من «إسمنت الرياض» بنسبة 35% و«إسمنت اليمامة» 34%. في حين حققت «إسمنت ينبع» نموا في مبيعاتها خلال شهر سبتمبر من هذا العام بنسبة 32% يليها «إسمنت الصفوة» بنسبة 19% و«إسمنت المدينة» بنسبة 15% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. كما بلغت مبيعات شركة «إسمنت المتحدة» خلال شهر سبتمبر 153 ألف طن، و«أم القرى» 98 ألف طن.