كل أربعة أعوام وبالتحديد في التجمع الرياضي الأشهر «الألعاب الأولمبية» أو «الأولمبياد»، تُطرب أصواتهم الشجية مسامعنا، عادة ما يبدأون عباراتهم بالتعريف بالكيان الذي يجمعنا وننتمي إليه، يتحدثون نيابة عن 23 دولة في بث واحد مشترك وبلغة واحدة، إنهم صفوة وخيرة مذيعي ومعلقي الإذاعة والتلفزيون في جميع أقطار الدول العربية. «إسبو» وهو اختصار ل(اتحاد إذاعات الدول العربية)، منظمة عربية أنشئت بقرار من جامعة الدول العربية في عام 1955م بمدينة الخرطوم ومقرها الجمهورية التونسية، وهدفها الرئيسي التعاون بين إذاعات الدول العربية في المجال الصوتي والمرئي. لعقود كان معلقو ومذيعو «إسبو» يغطون جميع الأحداث الرياضية في الأولمبياد في الميدان والمضمار، كانوا يعلقون على جميع المباريات واللقاءات الفردية منها والجماعية ك(التنس الأرضي، كرة الماء، الخ)، بشكل وصفي بحت مع بعض الإسقاطات من معلومات وحقائق تاريخية ورياضية عن اللعبة واللاعبين المشاركين، والتي يستمدها في الغالب من مخزونه الثقافي والمعرفي وخبرته الميدانية الشخصية. بالإضافة إلى إلمامة السطحي بقوانين الألعاب التي لا تحظى بشعبية في المجتمعات العربية ك(الكركيت)، أو تلك التي تعتمد على الأداء والإيقاع الفني التام ك«أم الألعاب» ألعاب القوى، والتي تضم في جعبتها عشرين لعبة مختلفة، فردية وجماعية في الميدان والمضمار، بين العدو والوثب والرمي. كل لعبة تحتاج إلى مذيع -إن لم أبالغ- ملم بشكل تام بقوانين تلك المنافسة، كي يصف أحداثها بالشكل السليم للمستمع، ويوضح للمشاهد أداء وأخطاء اللاعب التي وقع بها أو ما يستوجب عليه أن يتجنبه في المحاولة التالية، ويكون نصب عينيه أن يوصل هذه المعلومة إلى المستمع والمشاهد عبر شاشة التلفاز؛ بهدف التنوير، ورفع ثقافته وإدراكه، وشد انتباهه، للوقوف والتأمل في مواطن الجمال والضعف في أداء ذلك اللاعب أو اللاعبة، وتوافق الاسلوب مع الإيقاع الفني واللياقة البدنية. ما أرغب بختامه رسالة للجميع، رياضيين ومتخصصين ومسؤولين. الرياضة ليست كرة القدم فقط وإقامة سباق الضاحية السنوي أو تقديم دعم مادي لمسيرة طواف دراجات هوائية تطوعي، لترغيب وتشجيع النشء بالانخراط وممارسة الرياضات غير الشعبية وجعلها «أسلوب حياة يومي» لم ينجب بطلاً ولا هاوياً. هناك ألعاب كثيرة فردية وجماعية ممكن للاعبينا المنافسة بها عالميا والفوز بإحدى ميدالياتها في المحافل الدولية، نحن قرابة 30 مليون نسمة بيننا خامات رائعة تحتاج لاكتشاف أو صقل أو توجيه، بنيتها الجسدية مناسبة ومثالية لبعض الألعاب ك(الرجبي). ولنشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية تلك الرياضات؛ علينا أولاً أن نجعل الحب هو مفتاح الهواية التي ستصبح المهنة إن رغب في الاحتراف مستقبلاً. لا يخفى علينا تأثير معلقي كرة القدم على أطفالنا جيل اليوم، فنراهم يقلدونهم بنبرة الصوت ويرددون نفس عباراتهم الحماسية والتنافسية. إذا علينا إيجاد المعلق المناسب ذي التاريخ الملتصق بتلك اللعبة سواء أكان لاعبا أو متخصصاً بها، وتطوير مهاراته وتخصيص ساعات بث أفضل لعرض منافسات تلك الألعاب.