على غير عادتها أفاقت المرأة السعودية على فنجان قهوتها صباح الأربعاء الماضي تحمل قطعة من الشوكولا تحلي فيها مزاج يومها الممزوج «بخبر قيادة المرأة».. أمر سامٍ هو عزة وشموخ لها بتوشحها بالولاء والسمع والطاعة والمبايعة على جزئية أمر القيادة تماما كما بايعت مع الرجل كل القرارات التي أصدرت وكان عهدها من العزة والفخر ليس بغريبا منذ انطلاقة ثقة الملك عبدالله -رحمه الله-. هي مسؤولية حففت بها المرأة في المملكة يا خادم الحرمين الشريفين بعد أن كان نخبة من النساء يبتن متلحفات معاناة مراحل المواصلات والتوصيل، يتساءلن لماذا تقود أي امرأة في العالم سيارتها مع حفاظها على مبادئها وتقاليدها وأخلاقها ولم تكن تستطيع السيدة السعودية ذلك، مع العلم أن بعض السيدات السعوديات كن يقدن السيارات خارج وطنهن. وعلى غير عادة الشعب السعودي وجزء منه «الرجل» شريك المرأة! من أفاق يرتشف فنجان قهوته متعجبا من هذا القرار وكان مزيج النقاشات بين مؤيد ومعارض، وبين مؤيد بشدة ومتشدد، هل خروج المرأة خارج الوطن للقيادة كان جائزا؟ رغم أنه كان ترفيها وليس بحاجة!!، لماذا كان الأب والأم والأخ والأخت يستودعون أنثاهم على أعتاب بيبان المنزل للذهاب للعمل وهن مع السائق بمفردهن حتى يعدن بسلام، أليس هذا الرجل الذي انطلقت لعملها معه بغريب! الفارق هنا خوف المرأة من الله ومسؤوليتها، حين يكون الرجل مسؤولا كما كان عند البعض جزاهم الله خيرا وبالفعل كونه المحور الرئيسي ليكون متحملا عبء المواصلات، وكان هذا العبء يمتزج أحيانا «بقطب حاجبيه وعدم التحدث مع الأنثى حتى نهاية الطريق» إلا من رحم الله من هم فعلا يحملون مسؤولية استثمار طاقات الانثى وانتاجيتها وحتى الجزء الاجتماعي من حياتها للزيارات يكونون شركاء ومسؤولين بتلك اليوميات بحلوها ومرها مأجورين بإذن الله. وهكذا انشق شريك المرأة بين من كان لا يهتم بترك نسائه دون رقيب مع السائق أو متشدد بحجة الدين أو متفهم ومتعلم، قد تختلف المسميات لكن في النهاية حاجة المرأة للقيادة هي واحدة وهي الأولوية والواقع الذي تغيب ولم يغب!! حين تكون مطلقة أو مربية لأيتام تحتاج توصيل فلذات أكبادها دون سائق وحين لا تملك الميزانية التي بنصفها تستقل سيارة وتوصل أبناءها وبناتها لمدارسهن، حتى للمتزوجات وغير المتزوجات من يذهبن للعمل لكسب رزقهن بدل انتظار مطاف نهاية كل شهر على عاتق وأكتاف الأب الكادح ليل نهار! موضوع السيارة في كل بقاع الأرض هو وسيلة تنقل المرأة كالرجل لتكون في مقر عملها أو دارها أو التزاماتها اليومية التي تغطى عند البعض بمعاناة. حين تكون القيادة الحكيمة واجتماع أكبر ولاتها ومسؤوليها يوافقون رحلة انطلاقة اعتماد قيادة السيدة السعودية لتحقق مرور الوسيلة لها للوصول لمكانها ضمن مسؤولياتها الفردية فهي ليست بالصعبة على سيدة حملت نصف المجتمع، وحملت مسؤولية تحقيق أهداف النجاح للتمكين والتوطين تزامنا مع رؤية 2030، والحقيقة أن المرأة وإنتاجيتها لا يكونان في المجتمع دون شريكها الرجل. فمن ترَ أنها حرة بعيدة بمفهوم وسقف انفتاحي أعرج للتراجع عن قيمها ومبادئها فهي مخطئة في حق القيادة الحكيمة ومخطئة في حق من أعطاها الثقة ابتداء من أخيها وزوجها وأبيها فمن دونهم. أيتها الأنثى عودي لمقعدك آمنة دون قيادة! حين لا تكونين مستحقة لذلك القرار الذي يساويك بأناس أخريات في دول شقيقة وفي الخارج لكن دون أدنى مساس بالحفاظ على حقوقك كأنثى، وكوني أنت خير مسؤول وخير حفيظ. كوني نموذجا لابنتك وكل أنثى عشقت صورة عطاء نصف المجتمع من أمرها الله بالإنتاجية منذ بدأ الخليقة لأمنا حواء.. ونصفها الآخر وليس وجهها المختلف آدم!