خلال اربع جولات فقط سقط مدربان لفريقين كبيرين وكانا اول ضحايا الموسم الرياضي الجديد في الدوري السعودي للمحترفين. السعودي سامي الجابر والبرازيلي ريكاردو جوميز اول ورقتين تسقطان من أوراق الخريف بعد هبوب رياح الإقالات الموسمية التي طالما هبت على غيرهما كثيراً ولن تتوقف عندهما.. فالقائمة تطول والحصيلة مرشحة للزيادة. ولا شك أن هذه الظاهرة من أسوأ الظواهر في الملاعب السعودية على الإطلاق باعتبار انها تكلف خزائن الأندية اموالا طائلة وتترك انطباعا غير جيد عن تعامل انديتنا مع المدربين مما يفتح الباب أمامهم ليكون هدفهم الاول في تعاقداتهم معنا المادة فقط. ولعل ما يحدث يعكس مدى حقيقة وجود خطأ واضح في مسألة التخطيط للمستقبل رغم الوعود التي تطلق فور إبرام العقود. فكثيراً ما نسمع عن أهداف متفرقة ومتفاوتة بين صناعة فريق وإعادة تأسيس عناصر ولكن سرعان ما تذهب هذه الوعود مع اول تراجع وتتحول العبارات والشعارات الرنانة الى مواقف مضادة تماما. قلما نرى نادياً يكمل مدة تعاقده مع مدربه او بالأحرى نادرا ما يكون لدينا أندية متميزة في ثقافة إبرام العقود وتنفيذها بالصورة السليمة حسب ما هو معلن عنه او مخطط لها. أتفق مع من يقول إن التوفيق يلعب دورا كبيرا في الوصول الى المبتغى المنشود، الا ان الخطوات المحسوبة قد تكون اكثر أمانا وأقل ضررا على من ينتهجها. بمعنى ان المخطط الأساسي لا بد ان يسير كما هو وان حدث تغيير فان ذلك لا بد ان يكون في محيط الخطة البديلة بعيدا عن العشوائية التي نشاهدها. وبين الامس واليوم تتكرر مشاهد الأخطاء فالادارة عندما تعلن اقالة مدربها تقع في ورطة البحث عن آخر او انها تكلف مدربا لحمل الأسية الى حين الوصول الى اتفاق مع مدرب جديد. آمل ان يعاد النظر في هذه الجوانب التي ترهق ميزانيات الأندية كثيرا بسبب تعاملات غير محسوبة. والأدهى والأمر من ذلك اذا كان هناك من المدربين من يحاول التحايل على ناديه حتى يقيله ليجني الشرط الجزائي ومن ثم يتجه الى نادٍ اخر اتفق معه مسبقا على تفاصيل السيناريو. لا يعلم بالغيب الا رب العالمين ولكن الحذر مطلوب في مثل هذه التعاملات التي لا تقف عند المدربين فقط بل من الممكن ان نقيسها حتى على المحترفين الأجانب. اخيرا.. نعود ونقول: ان الخصخصة حل منتظر لان اقالة اي مدرب ستكلف الخزينة مبلغا وقدره واذا لم يكن هناك محاسبة فإن المسألة ستتكرر لعدة مرات اما الخصخصة فلا تعرف الا القوائم المالية للأرباح والخسائر مما يعني ان تقنين عملية الصرف سيكون حاضرا وبقوة.