لم تمنعه الإعاقة المبكرة وهو في سن التسعة الأشهر إثر تطعيم خاطئ أصاب أطرافه بالشلل من الحركة من مواجهة تحدي الحياة بإرادة وتصميم، فاقتحم ميدان العمل وأنتج وتزوج وأنجب 5 أبناء فضرب بذلك مثلاً في الصبر على الابتلاء وهزيمة اليأس، وأثبت وجوده وأثبت مقولة إن الإعاقة الأشد إيلاماً ليست في أعضاء الإنسان وإنما في فكره الذي يمنعه من التفكير والتدبير، فالأعضاء مجرد أدوات لتنفيذ ما يقرره الفكر، وهكذا اختصر المواطن أحمد المبارك القصة ل(اليوم) فكانت هذه الحصيلة على لسانه.. تسببت حقنة خاطئة في إصابتي بشلل الأطراف وأنا طفل في عمر 9 شهور لكنها لم تمنعني من الحركة طيلة 42 عاماً من عمري الحالي، فدخلت مجال الحياة العملية وعملت في الصناعية الأولى لمدة 19 سنة تقاعدت بعدها منذ عام تقريباً.. ومنذ طفولتي وأنا أهوى عمل الديكور وتنسيق المنازل، وبعد وصولي سن ال25 أحسست بقدرتي على عمل شيء أكسب منه لقمة عيشي فكان تواصلي مع مجموعة من الأوروبيين والأمريكيين ممن يطلبون مني البحث عن قطع لهم على الإنترنت فوصلت لبعض المصادر وطورت نفسي بالاطلاع والقراءة وكونت زبائن وعملاء وافتتحت بعدها محلاً للتحف والهدايا حالياً، على الرغم من أنني لم يكن بمقدوري صقل موهبتي أكاديمياً. تشربت في مهنتي وأصبح عندي ذائقة ومعرفة بتنسيق الألوان والقطع، صحيح أنني لا أقوم بلف الهدايا بيدي لكنني استعد لتكوين فريق تنسيق كامل يساعدني على العمل. وأضاف المبارك: «الإعاقة لم تمنعني عن العمل والانفتاح على العالم بشكل عام، وأقول إذا ربي أغلق عليك بابا فتح عليك أبواب أخرى، ولله الحمد استثمرت موهبتي وأقمت مشروعا خاصا بي في الدمام لتنسيق القطع التجميلية للمنازل، وأمارس هوايتي المحببة بصدر رحب. وعن نصيحته للشباب وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة قال المبارك: الدنيا لا تقف على مرض أو إعاقة فلا بد من أن يمارس المعاق حياته الخاصة بالشكل الطبيعي وذلك بالخروج من القوقعة التي يعيش فيها ويكون عنده يقين تام بأن الله سبحانه وتعالى سيفتح له أبواب الدنيا ويوفقه في مستقبله، أما نصيحتي للشباب بشكل عام فهي لا تتوقفوا أبدا عن مواصلة جهودكم وطموحاتكم، وأن لا يكون هدفكم فقط هو الوظيفة والزواج، بل لا بد من كل شاب أن ينمي موهبته فبالأمل والإصرار والعزيمة سيحقق ما يتمناه لا محالة.