التطور الحاصل في بلادنا العزيزة كبير في كافة المجالات حيث يشمل الجانب العمراني والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي وغيرها وكذلك يغطي جميع مناطق المملكة سواء المدن الرئيسية أو القرى أو الهجر بالاضافة إلى أنه يشمل جميع شرائح المجتمع السعودي، وهذا التطور أمر إيجابي يساهم في تحسين قدرات الشباب وبالتالي يزيد من نسبة «الطاقة الوظيفية الوطنية» المتوافرة في سوق العمل المحلي. إن الاستفادة من اليد العاملة الوطنية ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطني حيث يحقق زيادة في الدخل المادي للمواطن وفي نفس الوقت يقلل من تحويل الموارد المالية السعودية إلى الخارج من قبل العمالة الأجنبية حيث تشكل التحويلات حالياً مئات المليارات سنوياً سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن في نفس الوقت فإن هذه الطاقة الوظيفية السعودية تحتاج تحليلا واقعيا وصريحا لمعرفة طبيعة الأعمال التي يستطيعون القيام بها حيث إنه بصراحة في المرحلة الحالية لا يمكن للشباب السعودي العمل بالنظافة أو حمالا بالسوق أو جرسون بمطعم وغيرها من أمثال هذه المهن (دون الاستخفاف بها ولكن هذا الواقع) وكذلك هناك بعض المهن الحرفية التي لا يتوافر بها العدد الكافي من الشباب السعودي المدرب مثل الخياط والحلاق والسباك وغيرها، إضافة إلى ما تقدم يجب الأخذ بالاعتبار صعوبة تغطية العمالة الوطنية لجميع المدن والقرى والهجر نظراً للمساحة الكبيرة للمملكة.. لذلك حتى نستفيد بصورة صحيحة من سواعد شبابنا السعودي (ذكورا وإناثا) وندعم اقتصادنا الوطني يتوجب تحديد أولويات الأعمال والمهن التي نستطيع تدريب شبابنا المخلص للقيام بها دون توسع كبير أو طموحات غير حقيقية لا تتوافق مع الواقع الذي يطمح له الشاب السعودي. إن الطاقة الوظيفية الوطنية تعتبر رصيداً اقتصادياً كبيراً للوطن يمكن من خلالها توفير موارد مالية كبيرة تتسرب حالياً إلى خارج المملكة بصورة يومية حيث اننا نعاني هذه المشكلة منذ سنوات طويلة دون علاج إيجابي ومستمر بعيدا عن الحلول المؤقتة التي لا تلبث أن تفقد إيجابيتها أو يكون مردودها الفعلي على الاقتصاد الوطني بسيطا جداً. لذلك هناك حاجة واقعية وهامة لتحديد نطاق الأعمال المطلوبة من الشاب السعودي (ذكرا وأنثى) وتدريبه عليها فنياً بصورة مهنية حتى يتمكنوا من القيام بها بشكل جيد يتوافق مع حاجة المستفيد للخدمة وهو المواطن، وبذلك تكون لدينا حلقة أعمال محددة تغطي بعض القطاعات في سوق العمل ويمكن لنا مستقبلاً التوسع بها مع الوقت بحيث نوفر فرص العمل ونحسن الجودة. وإلى الأمام يا بلادي.