ذكرى توحيد بلادنا على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، ليست كبقية الأيام، والشاهد على ذلك بحمد الله النعم التي نعيشها، وأهمها تطبيق الشرع الحكيم وتقدير العلماء والأمن الذي أصبح مثالاً يحتذى في بقية بلاد العالم. ولا يشعر بهذا الأمن إلا من ذاق الذل والهوان بسبب النزاعات والمطامع البشرية التي أهلكت الحرث والنسل وشردت الناس من بيوتها ومزارعها وأصبحوا غرباء مسكنهم في ملجأ وأكلهم من صدقات الآخرين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لذا فإن قيام هذه الدولة أعزها الله بمسؤوليتها التامة تجاه الأمن تعتبر من النعم التي وهبها العزيز القدير لبلادنا وأهلنا وأصبح الواحد ينام آمناً في بيته وعلى أهله وماله. هذا لم يأتِ إلا بالعين الساهرة الواعية والمحبة لشعبها.. إلى جانب ما نشهده من مشاريع الخير والنماء سواء في الحرمين الشريفين وهما قبلة المسلمين ومهوى القلوب أو في مشاريع التوسعة أو الإدارة والنظافة والصحة، ويوم الحج نجد الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وجميع أجهزتها تقوم بخدمة حجاج بيت الله الحرام ونظرة عاجلة لحج هذا العام وما تم بحمد الله من أمن وأمان واطمئنان لكافة الحجاج لهو دليل على هدف هذه الدولة منذ أسسها الملك عبدالعزيز ورجاله وأبناؤه وحتى هذا العهد الزاهر عهد سلمان الخير وسلمان العزم وسلمان الحزم وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان. همهم واحد ومشترك في رعاية المواطن وخدمته وسلامته من كل الأخطار الداخلية والخارجية، وفعلاً بحمد الله تحقق لنا أن تمضي أيامنا ونحن في اطمئنان وحماية من الله سبحانه وتعالى ثم الرعاية الأبوية الحانية، يبقى دورنا كمواطنين أن نرعى هذه النعم المتتالية وأن نحافظ عليها وأن نكون العين الساهرة مع ولاة أمرنا، فنحن في سفينة واحدة وقيادتها واحدة، فيجب أن لا نفرط مطلقاً في خدمة وطننا وفي أمنه وسلامته، بل واجب علينا أن نغرس هذا الانتماء في نفوس أهلنا وأولادنا وأن نوجه إعلامنا وأجهزة التواصل الاجتماعي نحو تحقيق هدف التوحيد والاتحاد في وطن اسمه المملكة العربية السعودية والتي عاشها أجدادنا منذ عام 1158ه وحتى اليوم قرابة ثلاثمائة سنة، فكما كان أجدادنا عوناً ووفاء فنحن على هذا النهج سائرون. وعندما نستعرض منجزات مجلس سدير بمحافظة المجمعة والذي مضى عليه عام كامل ويضم نخبة من أصحاب الفضيلة والمعالي ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات وأهالي سدير، نرى مقدار الوفاء والولاء في جميع ما يطرحه من أفكار: أولاً الشكر لله ثم لدولتنا الغالية على هذه الإنجازات، وثانياً المشاركة الفاعلة في تطوير وتنمية بلدان سدير، والمناقشات الثقافية الراقية سواء التاريخية والثقافية أو المشاركات الاجتماعية، وقد صدر عن هذا المجلس العديد من الكتب في شكل حوارات ثقافية تعتبر مرجعاً، إلى جانب جمع وتحقيق الوثائق القديمة والتي قد تفقد وتندثر بفعل الزمن، ولا شك أن وجود هذه النخب في المجلس لهو دعم لمسيرة هذه البلاد التي تهدف للاجتماع لما فيه الخير والصلاح وكسباً للخبرات الطويلة في الدولة مع الحفاظ عليها وتدوينها. حفظ الله بلادنا وجزى الله خيراً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقومان به في خدمة الدين والوطن، واجبنا الدعاء لهما ولدولتنا ورجالها ولمن أسس هذا الكيان وأبنائه ورجاله. أدام الله علينا نعمة الأمن والاستقرار.