هكذا يبقى تاريخنا معلقا في عبق الذكريات الفاخرة.. فتنسج ما تولى من سمو وعزة بخيوط من الولاء، وحياكة الانتماء.. نعم فتوحيد.. تأسيس بلد عظيم هو مهمة للكبار الذين يوفقهم رب العزة والجلال إلى تحقيق أهداف كانت تعد مستحيلة. لكن ذكرى توحيد بلادنا تستدعي كل الأحداث، فتتكرر كل سنة بشموخ وجمالية في صور متألقة بين أشكال البطولة التي فعلها الرجال. إن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – وفقه الله عز وجل لتوحيد هذه البلاد والذي لم يأت من فراغ، بل بتجلي ملامح البطولة ومكامن القدرة التي كان لها الأثر البالغ في تأسيس وطن متماسك حدودا ومجتمعا وبناء باسقا بعد فضل الله ومنته. ويظل تاريخ الفخر والعزة يتحرك.. إلى ما شاء الله.. فنعود إلى يومنا الوطني بكل البهجة وبأجمل أحاديث الشموخ. فيتجدد العطاء وإن اختلفت الأسماء، فالوطن بقيَ واحدا.. فكان كل ملك يسابق إلى تقديم ما يسر شعبه، من حكم المؤسس رحمه الله ثم كان الملك سعود - رحمه الله - وبعده الملك فيصل - رحمه الله - فالملك خالد - رحمه الله - ثم الملك فهد - رحمه الله – فالملك عبدالله - رحمه الله - وصولا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله -. يصعب جدا عرض تاريخ وطن يتحرك نحو التقدم والتطور والتغير إلى الأفضل في كل مجالات وشؤون الوطن والمواطن بسرعة غير محسوبة. فكل المؤشرات والنتائج بفضل الله ومنته ثم بتخطيط ورؤية قيادتنا الرشيدة تقود هذا الوطن نحو مكانة مرموقة على كل صعيد وفي أي محفل. ويبقى القول: حجم الإرادة التي أظهرها تاريخ المجد والشرف بينت للعالم أن المعجزات الحقيقية تحدث أيضا في الصحراء بفضل الله ومنته ثم بعزيمة الرجال. ما نحتفل به كل عام بوطن دستوره الدين القويم، ومنهجه القيم الأخلاقية الطيبة، وسلوكه التعايش الإنساني الكريم، وهدفه نبذ التطرف، وهيبته في دحر المتربصين.. فكونوا للوطن ولا تؤذوه.. وقفوا على أرض وطننا بالانتماء، والدعاء، والولاء فأمنه أمن لحياتنا.. ولننطلق نحو آفاق الأمجاد بكل ثقة وطمأنينة على أمننا واقتصادنا وحياتنا. حفظ الله لنا أمننا وقادتنا وشعبنا ووطننا والحمد لله أولا واخرا.