ما هو تخصصك؟ بكالوريوس مواقع تواصل اجتماعي قسم تسويق. هل سيأتي ذلك اليوم! هل خطر ببالك أن يكون أحد أبنائك أو أقاربك يحمل هذا النوع من الشهادات؟. العالم يتغير باستمرار، ولكل زمن طرقه وأدواته التي يتميز بها في تواصل وتفاعل أفراده فيما بينهم وبين المجتمعات المحيطة بهم. وتعمل الأدوات المتاحة والقدرة على تسخيرها في خدمة احتياجات الفرد والمجتمع، المحور الموجه في أغلب متطلبات الحياة اليومية (مادية، ثقافية، الخ). ومهما تعددت وتنوعت وسائل التواصل، يظل الفارق في الشكل وطرق الإلقاء والعرض، أما نوعية ومضمون اللب فهو متطابق والهدف التواصل المباشر بين طرفين أو أكثر. إذاً هو عصر الاتصالات وتقنية المعلومات، أما زمن الحكواتي والمسرح اليوناني فليس الآن. لقد أصبحت الشبكة العنكبوتية العالمية وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي كل شيء لدى الفرد في جميع أنحاء العالم، انها التلفاز والمذياع والمرشد السياحي والسوق والفن، وبات المستخدم الناشر والمتلقي والمرسل والمراسل والمرسل إليه والبائع والمشتري. خلال السنوات القليلة القادمة سيسقط التلفاز الحائطي ويتعطل الهاتف الأرضي وتختفي نغمة الفاكس وحبره، كما سبقهم البيجر والكاسيت والكثير من تقنيات ذلك الجيل. سوف تعُرض عبر تلك المواقع نشرات الأخبار الرئيسية اليومية والبرامج التثقيفية، وسيساهم المهتمون بشكل فاعل في الضغط على الشركات والمصانع في الحد من قطع اشجار الغابات المطرية في الامازون، والصيد المفرط لأسماك القرش في بحر الصين «على سبيل المثال». وقبل أن يداهمنا الوقت يجب الاستعداد لذلك الوقت وتأهيل ذلك الجيل، خصوصاً ممثلي ومقدمي البرامج ومن هم على اتصال مباشر بالجمهور. تلك (الخامات) يجب أن تُصقل لتمتلك المهارات الإنسانية في كيفية التعامل ومخاطبة الجمهور مهما اختلفت ثقافته ومستواه التعليمي، فهناك المراهق والدكتور والعالم والجاهل. نقطة أخيرة مهمة، لمواكبة هذا المسار؛ لا بد من استحداث مناهج ومواد دراسية تُدرس وتدرب النشء الجديد من الشباب والشابات على كيفية إدارة الحوار وآداب النقاش وآلية استيعاب الخطاب وطرق استنباط الحكم، وتجنب المواقع المشبوهة أخلاقيا والمحرمة دينيا.