تعتبر الرياضة كالإسفنج الذي يمتص من الإنسان جميع الشحنات السلبية المتراكمة نتيجة مشاكل الحياة اليومية، وفي ظل إقبال العالم على الرياضة والنشاط البدني والانشغال بأبحاث علاقة الرياضة بالصحة الجسدية والنفسية والعقل ترى المجتمع العربي يتهافت على التكنولوجيا، وهو ما يزيد من البدانة والخمول الجسدي، فكلما زادت الرفاهية قل النشاط البدني فأغرقتنا الحياة بمشاغلها التي لا تنتهي فأهمل الكثير منا الرياضة وفوائدها، فالرياضة هي طوق النجاة الوحيد لحل مشاكلنا الصحية والحياتية، فالرياضة مجهود جسمي وبدني وعقلي يمارسه الأفراد ويلتزمون به للمحافظة على لياقتهم البدنية والعقلية والصحية، وهناك أنواع كثيرة من التمارين الرياضية التي من الممكن الانتظام عليها وممارستها كرياضة المشي وألعاب القوى والسباحة. هناك فوائد نفسية وعقلية وجسدية واجتماعية واقتصادية، فهي تحسن مظهر أجسامنا وتضفي جمالا عليها وتزيد الثقة بالنفس وتقتل وقت الفراغ السلبي، ونقهر بها الروتين الممل ونشعر بالراحة والمتعة النفسية وتقلص الإصابة بالاكتئاب وتقوية المناعة، فالرياضة تمنحنا اكبر قدر من الانضباط والتحكم بالضغوطات والتوتر في حياتنا وتعمل على تحسين المزاج، فهي تساعد على النوم وتعالج الأرق والتفكير السلبي والسرحان وطبيبنا النفسي الذي يعيد لنا اتزاننا الداخلي. وأكدت الدراسات أن الشباب الذين يمارسون الرياضة هم أكثر مرونة نفسيا، وبالتالي تظهر عندهم مستويات أقل من اليأس والتفكير بالانتحار، أما على الجانب الصحي فتؤدي لنشاط الدورة الدموية والوقاية من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطانات وهشاشة العظام وآلام الظهر والمفاصل، وتؤخر أعراض الشيخوخة وتساعد على التخسيس وحرق السعرات الحرارية، وبذلك يكون فقدان الوزن على حساب الكتلة الدهنية لا الكتلة العضلية. وتساعد الرياضة على الجانب العقلي بنشاط العقل والذاكرة وعدم النسيان والتركيز، أما على الجانب الاجتماعي فتجعل الشخص واثقا بنفسه ومتفتحا وقوى الشخصية واجتماعيا وملتزما بالمواعيد، وهذا ما يجعله ناجحا في عمله ويتحلى بالصبر وقوة الإرادة ويملأ أوقات فراغه بشيء مفيد بعيدا عن الانحراف وقادرا على ضبط النفس. أما الجانب الاقتصادي فقد أظهرت دراسة بريطانية ان 900 مليون جنية إسترليني هي حجم الإنفاق على مرضى كان من الممكن التغلب على أمراضهم عن طريق الرياضة.