أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات أول أسبوع بعد إجازة عيد الأضحى المبارك على ارتفاع بواقع 101 نقطة، أي بنسبة 1.4%؛ ليغلق على المقاومة الأولى تمامًا عند 7,360 نقطة، وذلك بعد تضافر جهود العديد من الشركات القيادية خاصةً في قطاعات المواد الأساسية والبنوك والطاقة وإدارة وتطوير العقارات، ورغم صعوبة المقاومة المذكورة إلا أن الحركة السعرية لمعظم القطاعات أعطت إشارة إلى أنه سيتم اختراقها، لكن لا يمنع أن يحدث بعض التذبذبات بسبب قوة المقاومة وأهميتها الفنية. أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت 4.2 مليار ريال، وضعف السيولة هذا مفهوم إذا ما علمت أن أيام التداول للأسبوع الماضي هي يومان فقط؛ لذا لا يمكن التنبؤ بقوة السيولة من عدمها أو مقارنتها بالأسابيع الماضية. وتأتي تلك الارتفاعات على المؤشر بعد اقتراب الشركات من إعلاناتها الربعية للربع الثالث، والتي لم يتبقَ على بدايتها سوى 3 أسابيع فقط؛ لذا فإنه من المتوقع أن تبدأ التوقعات المالية من بيوت الخبرة بالظهور خلال الأيام القليلة القادمة بالإضافة إلى ظهور تحركات سعرية للعديد من الشركات والتي قد يُفهم من بعضها تسرّب النتائج مما يجعل المضاربين يستفيدون من الأخبار سواءً بالسلب أم بالإيجاب. التحليل الفني لا شك في أن الحركة الصاعدة الماضية كانت هي الأقرب للحدوث من خلال قراءة المؤشرات الفنية وبالفعل هذا ما حدث والوصول إلى مستوى المقاومة الأولى عند 7,360 نقطة والإغلاق عليها يعطي إيحاءً بأنه سيتم اختراقها بشكل مؤقت ثم العودة دونها، وذلك لجني الأرباح وتهيئة المؤشرات الفنية على استئناف المرحلة الصاعدة حتى المقاومة الثانية عند 7,590 نقطة، وهي أعلى منطقة للمؤشر هذا العام والتي أتوقع أن يتم اختراقها وصولًا إلى مقاومات 7,700 نقطة، ثم 8,000 نقطة على التوالي. أما من حيث أداء القطاعات فأجد أن قطاع المواد الأساسية قد استفاد كثيرًا من التأثير الإيجابي لحركة أسعار النفط لكن لم يكن صعود القطاع ذلك الصعود اللافت نتيجة استمرار الحركة السعرية البطيئة لسهم سابك والذي ما زال تحت مقاومة 100 ريال، وهذا ما جعل السهم يراوح مكانه. أما قطاع البنوك فقد تمكّن من الإغلاق فوق مستوى 5,550 نقطة بفعل الأداء الجيد لمصرف الراجحي ومصرف الإنماء والبنك الأهلي، لكن يبدو أن القطاع سيواجه صعوبة في اختراق منطقة 6,000 نقطة، وهذا ما سيجعله يدخل في مرحلة تصحيحية ربما تضغط على أداء السوق بشكل عام. من جهة أخرى أجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات يستعد للدخول في مسار صاعد، لكنه قد يواجه مقاومة ليست بالسهلة على مشارف 4,850 نقطة، ثم 5,100 نقطة على التوالي، وإذا ما تمّ اختراق هذا الأخير فإنه من المتوقع أن يقود القطاع حركة السوق نحو الأعلى. أسواق السلع الدولية واصل خام برنت سلسلة ارتفاعاته للأسبوع الثاني على التوالي بواقع 1.38 دولار، أي بنسبة 2.6% ليصل إلى مشارف 54.87 دولار في أعلى مستوى له خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى للخام منذ شهر أبريل الماضي، لكنه وخلال جلسة نهاية الأسبوع بدأ زخمه بالضعف، وهو ما أعطى إشارة إلى احتمالية بداية التصحيح خلال هذا الأسبوع، لكن لا أتوقع في أسوأ الأحوال أن يكسر الدعم الأهم 51 دولارًا للبرميل. من جهة أخرى واصلت أسعار الذهب مكاسبها الأسبوعية لتضيف إلى قيمة الأونصة حوالي 72 دولارًا خلال 3 أسابيع فقط؛ ليستقر المعدن الأصفر فوق مستوى 1,350 دولار، ومن المتوقع أن يواجه مقاومة صعبة عند قمة 1,373 دولار لكني ما زلت أشير إلى أن المسار الصاعد على المدى المتوسط سيستمر حتى مشارف 1,580 دولار للأونصة.