أكد علماء العالم الإسلامي، في بيانهم الختامي، الذي صدر عقب مشاركتهم في ملتقى حج هذا العام الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مشعر منى، تحت عنوان «الوسطية والتسامح في الإسلام.. نصوص ووقائع»، على أهمية تحديث الخطاب الديني مراعاة لمقتضيات الزمان والمكان، وهو تحديث لا بد منه ويتوافق تماما مع تطورات الأحوال والحالات التي يتعايش معها المسلمون ويعيشون فيها. وهو تحديث ينطلق في أساسه من مبادئ الوسطية والعدل والتسامح التي تعد من السمات المشهودة التي تتميز بها العقيدة الإسلامية السمحة، فتلك المبادئ تقتضي بالضرورة تحديث الخطاب الديني كلما دعت الضرورة تناغما وانسجاما مع المقتضيات الزمانية والمكانية التي يتعايش معها العالم الإسلامي، والتحديث في حد ذاته يفوت على أعداء العقيدة الإسلامية كل الفرص للإساءة لمبائها الربانية الخالدة. مبادئ تلك العقيدة السمحة تنطلق من قيم إسلامية رفيعة، تترجم عمليا ما يعايشه المسلمون في كل عصر من ظروف، وإزاء ذلك فإن التحديث المنشود يقطع الطريق أمام الأغراض والأهداف والغايات السيئة، التي تروج لها الجماعات الإرهابية، وتحاول نشرها بين صفوف المسلمين، فهم أولئك المغرضون ومن في قلوبهم مرض زعزعة إيمان المسلمين بعقيدتهم الإسلامية والعبث به. تلك الجماعات لا هم لها إلا تشويه مبادئ الإسلام، وتسويق صور سلبية للعقيدة الإسلامية لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد، وهو أمر يقتضي تحديث الخطاب الإسلامي بما يتوافق مع روح العصر ويسد كل الذرائع الواهية دون الاخلال بروح الإسلام وشريعته، فأعداء الإسلام يتربصون بالعقيدة وبالمسلمين الدوائر ويعملون على بعثرة أفكار المسلمين وتشويه الصورة الإسلامية الناصعة أمام الرأي العام العالمي. من جانب آخر، فقد أشاد أولئك العلماء في ذات البيان، بالخدمات المتميزة المزجاة لضيوف الرحمن في موسم هذا العام، بما أدى إلى نجاحه، أسوة بنجاحات كثيرة، بفضل الله ثم بفضل جهود القيادة الرشيدة بالمملكة، التي لا تدخر جهدا في تقديم كل الخدمات المختلفة للسهر على راحة ضيوف الرحمن وهم يؤدون الشعائر. خدمات جليلة أشادت بها دول العالم كلها، وهي خدمات يتشرف خادم الحرمين الشريفين بازجائها لضيوف الرحمن، فخدمتهم وخدمة الحرمين الشريفين تمثل في جوهرها تشريفا إلهيا تعتز القيادة الرشيدة بتحملها وتحمل مسؤولياتها الكبرى، ويهم المملكة إنجاح مواسم الحج في كل عام، ويهمها أن يؤدي المسلمون فريضتهم الايمانية بكل سهولة ويسر، ويهمها الاضطلاع بخدمتهم منذ وصولهم الى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم إياها إلى بلدانهم سالمين غانمين بإذن الله. هو تشريف إلهي عظيم، تحمله قادة المملكة، منذ إنشاء الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- رحمه الله- ومرورا بعهود أنجاله الميامين من بعده، وحتى العهد الحاضر الزاهر.