شاهدها وهي تبكي وتمشي بين الحجاج بمفردها؛ ليذهب صوبها ويجدها تائهة وأنهكها التعب وهي تمشي بعد أن تاهت عن والديها بين الحجاج في طريق المشاة المؤدي إلى جسر الجمرات، إنه أحد رجال الأمن الذين بذلوا الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن وحماية الحجاج من كافة ما يعكّر صفوهم لأداء نسكهم بكل يُسر وسهولة. وقال ل «اليوم» سعد الوادعي أحد شهود العيان: شاهدت رجل الأمن يحمل الطفلة على ذراعه قرابة ساعتين ويوجّه الحجاج بيده الأخرى، ويداعبها بين الفترة والأخرى، استوقفني المشهد ووقفتُ لأرى إلى حين ينتهي، وبعد قرابة الساعتين رأيتُ رجلًا وامرأة في حالة يُرثى لها من عناء البحث عن ابنتهما، ليجدوا ضالتهم مع رجل الأمن الذي ظل يحمل الطفلة عاليًا لعل ذويها يشاهدونها طوال تلك الفترة دون كلل أو ملل، وكان ذلك أحد المواقف المشرّفة من مواقف عديدة يتجلى فيها رجال الأمن بإنسانيتهم وعطفهم ومساعدتهم للحجاج، وأدعو الله أن يجزي رجال الأمن خير الجزاء على ما يقدمونه لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.