لا تزال حالة التمترس في صنعاء بين شريكي الانقلاب قائمة بكل تجلياتها الميدانية، ويمسك كل طرف بالزناد استعدادا لمواجهة محتملة بين الطرفين، وسط هدوء يسبق العاصفة. وعلى الرغم من محاولة حزب المخلوع صالح توجيه رسائل طمأنة الى أنصاره وسكان صنعاء، مفادها الحرص على عدم انزلاق الأوضاع إلى المواجهة المسلحة، إلا أن مصادر في العاصمة اليمنية أشارت إلى عمل تحصينات إضافية وضعتها قوات صالح في مناطق جنوب العاصمة. في مقابل ذلك اتخذت ميليشيات الحوثي مواقع هجومية في شمال العاصمة، ورفعت الاستنفار العسكري والأمني في شوارع وأحياء صنعاء وعلى مداخلها والجبال المحيطة بها من الشمال والغرب ما يشي بوصول الخلاف الى مراحل خطيرة قابلة للانفجار. تصعيد وانتصار وفي صنعاء أيضا، تداول ناشطون مناصرون لميليشيا الحوثي في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنجل المخلوع «صلاح علي عبدالله صالح» باعتباره مطلوبا للعدالة بعد اتهام الحوثيين له بالتسبب في اشتباكات جولة «المصباحي» والاعتداء على لجنة أمنية. وتسبب نشر صورة نجل صالح في إثارة غضب المخلوع الذي اتهم الحوثيين بمحاولة استهداف نجله وقتل المقدم «خالد الرضي». ميدانيا، تمكنت كتيبة المهام الخاصة بمحور علب، شمال صعدة، من إفشال محاولة تمركز لميليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية في منطقة آل صبحان، مكبدة إياهم قتلى وجرحى. وقال مصدر ميداني: إن عناصر من الميليشيا الانقلابية تسللت إلى منطقة آل صبحان وحاولت التمركز فيها، لكن مدفعية الكتيبة قصفت تلك المواقع وحققت إصابات مباشرة. وبالتزامن قصفت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة طقماً للميليشيا كان يحاول التمركز في آل صبحان، وقتل وجرح جميع من كان على متنه. غدر الحوثي وفي السياق، كشفت مصادر أن ميليشيات الحوثي تواصل تدريب كتائب خاصة تابعة للجماعة حول العاصمة صنعاء بعيداً عن مؤسسات الدولة التي يسيطرون عليها مع شريكهم المخلوع صالح في العاصمة اليمنية. وكثفت الميليشيات الحوثية تحركاتها العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية في محيط العاصمة صنعاء وسط أجواء حشد عسكري مقابل من قبل أنصار حزب المؤتمر. واحتفلت ميليشيا الحوثي أمس الأول، بتخريج دفعة قوات خاصة عالية التدريب تضم المئات من عناصرها المجهزين والمدربين تدريبات نوعية بعيداً عن وزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي يتشارك فيها طرفا الانقلاب في صنعاء. وأطلقت الجماعة على الدفعة «قوات التدخل السريع»، حيث نفذت الدفعة مناورة عسكرية، بمناسبة تخرجها، في إحدى ضواحي العاصمة صنعاء. وتحذر مصادر مراقبة للوضع في العاصمة صنعاء من صدامات جديدة بين الطرفين بعد حادثة جولة المصباحي مساء السبت الماضي التي قتل فيها مقرب من المخلوع صالح ونجا فيها نجله صلاح. العيد والتحرير احتفل سكان مدينة المخا غرب اليمن بعيد الأضحى المبارك، في كورنيش مدينتهم التي تم تحريرها مؤخراً من الانقلابيين بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة، وسط أجواء بهجة وفرحة للأهالي. ونظمت فعالية «عيدكم مخا»، أمس الأول، في كورنيش المدينة، تخللها عدد من الفقرات الغنائية والفكاهية والألعاب للأطفال والمسابقات الثقافية والاجتماعية بهدف رسم البسمة على سكان المدينة ودعمهم لمحو آثار الانقلاب، وإعادة الفرحة الغائبة عنهم بعد أكثر من عامين من اجتياح ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح للمدينة. من جانبه، شكر منسق الفعالية، إبراهيم حسان، باسمه ونيابة عن أبناء المخا دول التحالف العربي، متمنياً أن يكون هذا العام ذاخرا بالنصر والعطاء والبناء لكافة أبناء اليمن، خاصة الذين ما زالوا يعانون من جرائم حرب الانقلابيين. وأشار حسان إلى أن فعالية «عيدكم مخا» نظمت بدعم إماراتي، وتهدف إلى تقديم الدعم النفسي لأبناء المدينة للتخلص من آثار حرب الانقلابيين وما سببته من مآسٍ وأوجاع في نفوسهم. وتمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمساندة التحالف العربي، من استعادة مدينة المخا من أيدي الميليشيات في فبراير الماضي. جرائم الميليشيا قتلت امرأة وأصيبت خمس نساء أخريات، برصاص ميليشيات الحوثي بمفرق شرعب في منطقة حذران غربي مدينة تعز مساء أمس الأول. وقال مصدر محلي: إن الميليشيات فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على حافلة تقل عدداً من النساء ضمن موكب عرس، وأسفر عن مقتل المواطنة «هاجر عبده سعيد احمد الصيعرة» وإصابة خمس أخريات. وحسب المصدر، فإن الميليشيات زعمت تجاوز الباص لنقطة أمنية تابعة لها في مفرق شرعب. يشار إلى أن القتيلة هاجر الصيعرة، لم يمضِ على زواجها أكثر من نصف شهر، وكانت ضمن مجموعة نساء في عرس شقيقها.