الحاجة الإندونيسية ماريا مارغاني عبدالغني، أكبر حاجة من إندونيسيا تحكي ل «اليوم» قصة كفاحها؛ من أجل رحلة الحج، وممارسة أعمال مهنية قد تكون شاقة على الكثير، حتى تصل إلى هدفها بحجة الإسلام بعمر 104 أعوام، لتتوافق قصتها مع الوعد الرباني لكل من سعى لهدفه النبيل بأنه سيتحقق، حيث قال سبحانه «وأن ليس لِلإِنسانِ إِلا ما سعىٰ». أوضحت الحاجة الإندونيسية ماريا أن القصة بدأت قبل 8 سنوات حين قررت أن تحج بعد ان قامت منذ سنوات بتوفير المال الذي تجمعه من أجرها بالعمل في مجال الزراعة وجمع الأخشاب من الغابات من أجل أن تكون قادرة على متابعة حلمها في الحج، واصفة أن الاعمال قد تكون شاقة على الكثير من شباب هذا الجيل، مبينة أن تعب كفاحها وصبرها في عملها الشاق زال منذ أن أعلنت وزارة الشئون الدينية الاندونيسية عن اسمها من بين المرشحين المقبولين للحج. وقالت ماريا: «لا أستطيع الانتظار الآن لأرى الكعبة التي اتجهت لها طيلة أعوامي السابقة في صلواتي وفي دعائي، وأنا متشوقة جدا للصعود إلى الحافلة التي ستأخذني إلى مكةالمكرمة، لأرى الكعبة في الجوار لأول مرة في حياتي منذ 104 سنوات، أحمد الله الذي وفقني للمجيء إلى هذه الارض المباركة لتكتمل أركان إسلامي بعد هذا العمر، وأنا سعيدة جدا وتذرف عيني دموع السعادة محبة في ربي الذي مد لي في عمري لأحج إلى بيته العظيم». وأوضحت ماريا أنها جاءت من قرية بعيدة من المدينة، وانتقلت خلال رحلة الحج بعدة مواصلات بدائية وحديثة للوصول إلى أقرب مطار لها من مدينة لومبوك في محافظة نوسا تنجارا الغربية بإندونيسيا إلى مدينة جدة بعد أن أمضت 12 ساعة على متن الطائرة التي أقلتها، مبينة أنها تغلبت على تعبها بأملها الموجود وإيمانها بالله بأنه سيوفقها لأداء ركن الاسلام، مشيرة إلى سعادتها من الاستقبال الحافل الذي وجدته في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بالورود والزهور والهدايا، وبتواجد دبلوماسيين إندونيسيين تقدمهم القنصل العام لإندونيسيا المدير العام للحج والعمرة بوزارة الشؤون الدينية الإندونيسية، ومسؤولو المطار، فوجئت عندما تركت الطائرة بالترحيب الحار من قبل العديد من الناس ومسؤولين في المطار حيث قدموا لها باقات من الزهور والهدايا. وقد اكتسبت ماريا التي ولدت في 1 يوليو 1913 ميلادي، اهتماما عميقا هائلا ليس بسبب كبر سنها بين الحجاج الآخرين وحسب، بل لسبب روحها الهائلة وتصميمها وكفاحها نحو المضي إلى هدفها، فضلا عن صبرها في انتظار الحج لأكثر من 8 سنوات للقدوم للحج، والتي أثارت الكثير من وسائل الاعلام المحلية والعالمية، وحتى الحجاج الاخرين والعاملين في المطار الذين سارعوا بالتقاط بعض الصور معها، وتعبيرهم عن فرحهم لتحقيق حلمها بعد عمر طويل في الكفاح والصبر.