أفردت رؤية المملكة 2030 حيزا كبيرا للحج والعمرة من أجل تطوير خدماتهما والتيسير على ضيوف الرحمن، وذلك واضح في جهود وزارة الحج والعمرة التي ترتكز في شراكاتها الإستراتيجية على الرؤية ومبادرات التحول الوطني 2020، التي تستهدف توطيد التنسيق مع كافة أطراف منظومة الحج والعمرة، في القطاعين العام والخاص، لأن خدمة الحرمين الشريفين تتطلب تكامل جميع الجهات ذات الصلة بخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. تتواصل أعمال التوسعة وترقية وتطوير الخدمات على أعلى معايير الجودة الإنشائية، وتبذل الدولة ومؤسساتها جهودا كبيرة من أجل أعمال التطوير ومواكبة النمو السنوي في الأعداد التي تفد إلى المشاعر المقدسة، فتوسعة الحرمين الشريفين أدت إلى زيادة عدد المعتمرين إلى ثلاثة أضعاف على مدى العقد الماضي ليصل عددهم في عام (1436–2015) إلى 8 ملايين معتمر من خارج المملكة، وأشارت الرؤية الى أنه من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة للمعتمرين (من نقل وإقامة وغيرها) والارتقاء بجودتها، سيتم العمل على تمكين ما يزيد على 15 مليون مسلم من أداء العمرة سنويا بحلول عام (1442–2020). هذا الرقم ولا شك ضخم للغاية ويتطلب توسعة وتنوعا في الخدمات وتأسيس بنية تحتية في جميع مجالات الخدمات التي ترتبط بضيوف الرحمن بدءا من المطارات والموانئ الى الطرق والاتصالات والصحة والنقل والفندقة والمنشآت الفندقية وغيرها مما هو ذو صلة براحة وطمأنينة الحجاج والمعتمرين، ولذلك فإن الرؤية أرست مبادئ تتناسب مع طبيعة نمو أعداد القادمين الى الديار المقدسة خاصة مع تزايد أعداد المسلمين وارتفاع حصص الدول في موسم الحج، وبالنظر الى النمو المتصاعد، ولله الحمد، للمسلمين على مستوى العالم، فمن الطبيعي أن تزداد الأعداد ويواكب ذلك مزيد من التهيئة في بلادنا لأجل استقبال المزيد منهم بكل سبل الراحة، ولذلك أكدت الرؤية على أن من أهدافها بحلول 2030 زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر. اعتقد أن ما تعمل بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تأسيسه من خدمات ومنشآت في المشاعر المقدسة يعتبر الأفضل على صعيد إدارة الحج نيابة عن قرابة ملياري مسلم يجد القادم منهم كل العناية والرعاية والاهتمام من لحظة دخوله بلادنا وحتى مغادرته بعد أداء المناسك، وذلك ديدننا الذي يستمر في التطور والتطوير بما يليق بشرف الخدمة والحرص على أدائها على الوجه الأكمل، وكما نرى فإن جميع الجهات في موسم الحج تحرص على وضع الخطط وتنفيذها بدقة من خلال كوادرها العاملة وتوظيف طاقات أعداد كبيرة من المتطوعين الذين يقدمون خدمات إنسانية رفيعة تعكس أصالة مجتمعنا وحرصه على شرف الخدمة، لذلك فإننا على يقين وثقة أن ما اكتسبته بلادنا من خبرات في إدارة الحج يجعلها تبذل أقصى الجهود من أجل راحة المسلمين القادمين اليها وتحقيق المنافع التي تأتي تبعا لهذه الفريضة العظيمة.