تشير رؤية المملكة 2030 إلى أن بلادنا ولله الحمد قد تبوأت مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنواناً لكرم الضيافة وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب ضيوف الرحمن والمسلمين في كل مكان، حيث شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين والزوار، وقد تضاعف بفضل الله عدد المعتمرين من خارج المملكة، حتى بلغ في الوقت الحاضر ثمانية ملايين معتمر، لذا فإن من التزامات رؤية المملكة شرف خدمة المعتمرين المتزايدين على أكمل وجه، والعمل على تمكين ما يزيد على (15) مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول 1442ه - 2020م، والتأكيد على أن تكون نسبة رضاهم عن الخدمات التي تقدم لهم عالية، والسعي لتحقيق ذلك من خلال عدة جوانب، من بينها تحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين من قبل القطاع الخاص في مجالي الإقامة والضيافة، وذلك وصولاً إلى الهدف الأبعد في عام 1452ه - 2030م، بزيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ثمانية ملايين إلى ثلاثين مليون معتمر. إن من أبرز التحديات التي تواجه تحقيق أهداف هذه الرؤية هو ما توضحه نتائج مسح العمرة العام الماضي وتشير إلى أن شهر رمضان هو الأعلى في أداء نسك العمرة بنسبة تبلغ نحو (50%) عن باقي الأشهر، حيث إن الشهر الذي يليه في أداء العمرة وهو شهر المحرم لا تمثل نسبته سوى (7.3%)، أما الأقل فهو شهر ذي الحجة الذي لا تزيد نسبته على (1.9%) مقارنة بباقي الأشهر. ليس هذا فقط بل إن من نتائج هذا المسح أيضاً هو أن ما تزيد نسبته على (52%) من المعتمرين يؤدون هذا النسك في نفس اليوم، وبالتالي عدم إقامتهم في كثير من الأحيان بمكة المكرمة، وصرف جزء من إنفاقهم في هذه الرحلة على خدمات الإيواء السياحي في هذه المدينة المقدسة، فهو إن تم سيكون في خارجها، الأمر الذي قد يكون له تأثيره على نسبة الرضا عن الخدمات التي تحرص الرؤية على الوصول لها، وكذلك على تمكين هؤلاء المعتمرين من إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية، لاسيما حينما نعلم أن ما تصل نسبته إلى (97%) من هؤلاء المعتمرين وخصوصاً القادمين من خارج المملكة هم ممن يؤدون هذه النسك الشرعي للمرة الأولى في حياتهم.