يتجه عالم الطاقة الآن إلى آفاق جديدة وأحداث متسارعة ينبغي التوقف عندها. إن بلوغ الذروة النفطية -وهي قمة الطلب على النفط كما كان يتوقع سابقا في العقد الرابع من هذا القرن- فرضية تلقى مزيدا من عدم القبول عند خبراء الطاقة للأسباب التالية: أولا: لا يزال النفط الصخري يشكل تهديدا للنفط التقليدي خاصة مع تطور التقنيات الحديثة لاستخراج النفط الصخري، مما أدى الى انخفاض تكلفة إنتاج النفط الصخري إلى ما دون ال50 دولارا للبرميل. وما زال في انخفاض. ثانيا: التطور المتسارع في تقنيات الطاقة الكهربائية المتجددة من طاقة شمسية وطاقة رياح وغيرهما وانخفاض تكاليف هذه المشاريع بصورة كبيرة ومتسارعة. على سبيل المثال، انخفضت تكاليف إنشاء محطات الطاقة الشمسية الفوتو ضوئية من 5 ملايين دولار للميجاوات الواحد منذ خمس سنوات إلى ما يقارب المليون دولار حاليا. ثالثا: التطور وانخفاض التكلفة الذي يشهده قطاع السيارات الكهربائية بصورة مطردة. أصبحت الان السيارات الكهربائية أقل كلفة وأكثر ملاءمة لحاجات المستهلكين من رفع مدى قيادة السيارة الكهربائية الى أكثر من 350كم في الشحنة الكهربائية الواحدة وانتشار محطات شحن بطاريات السيارات الكهربائية في أماكن متعددة وبتكلفة شحن معقولة. وهذا ما دفع دولا مثل فرنسا وبريطانيا الى الإعلان بأنها لن تسمح ببيع السيارات التي تعمل على البنزين أو الديزل بعد عام 2040 تستهلك أمريكا وحدها ما يقارب العشرين مليون برميل نفط يوميا من مجمل انتاج العالم المقدر بثلاثة وتسعين مليون برميل يوميا من مجمل انتاج العالم. وإذا تم الاستغناء عن استخدام البنزين والديزل في قطاع النقل (أو حتى تخفيض الاستهلاك بصورة ملحوظة) فإن الطلب على النفط سوف يقل ويؤثر سلبيا على سعر النفط. لذلك فإن الحاجة الى تنويع مصادر الدخل وتخفيض الاعتماد على النفط كسلعة ومصدر دخل رئيس وشبه وحيد هو خيار ممتاز وهو ما تدعو اليه رؤية 2030.. وللحديث بقية.