رفض واعتراض، هو كل ما كان يبديه عشاق ومحبو «فارس الدهناء»، حينما يتم التطرق لقضية انتقال لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق محمد كنو إلى نادي الهلال. ويبدو أن اعتراضات هؤلاء المحبين، الذين يتأملون عودة أيام الاتفاق الذهبية، تتمحور في أساسها حول التشتت الناجم عن الرغبة في استعادة أمجاد الفارس، وعدم القدرة في المحافظة على النجوم، حيث يرون أن تعبيد الطريق، ذلك الذي يعيدهم إلى منصات الذهب والتتويج، هو بحاجة ماسة لتواجد فريق بعناصر متكاملة، يضم بين صفوفه عددا من النجوم القادرة على إحداث الفارق، متى ما احتاج الفريق لذلك. غادر محمد كنو أروقة النادي، وتنبأ الكثيرون بحدوث انتكاسة كبيرة للفريق الاتفاقي، خاصة أنهم يرون في كنو «عراب» المرحلة الانتقالية، بل والنجم الوحيد، الذي يمكن تصنيفه في المستوى الأول، لكن المفاجأة كانت في أن الاتفاق وبعد مضي جولتين فقط من دوري جميل الممتاز، ظهر بشكل لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين مع جماهيره، فخطف الانتصار في لقاء الأهلي، وتعادل مع النصر، في لقاء تجلت فيه الروح الاتفاقية الحقيقية. وبالعودة إلى المستوى الفني العالي، والروح المعنوية الكبيرة، التي ظهر بها فارس الدهناء، فإن عوامل عدة قد تكون السبب، لكن ما يجهله الكثيرون، هو أن رحيل كنو، جعل من الاتفاق فريقا أكثر تجانسا، في ظل تغليب روح الفريق الواحد، عقب أن كانت الأضواء تسلط بجنون على كل التفاصيل المتعلقة بكنو، حتى إنهم كانوا يجزمون بخسارة الفارس حينما يغيب، وكأن كنو هو الاتفاق. أبحر كنو نحو أمواج الزعيم، فتجلى «اتفاق الكيان»، وهذا هو ما كان ينتظره الاتفاقيون بالتحديد. الاتفاق لم يحقق شيئا حتى الان وكل ما مضى هما جولتان، وفترة التوقف لا بد ان تستغل بشكل امثل حتى لا يتكرر ما حدث في العام الماضي من هبوط في المستوى بعد ان حقق الفريق 3 انتصارات متتالية كانت على النصر والهلال والباطن رغم بوادر هذا الموسم تبين أن الاتفاق سيكون مختلفا من حيث الاداء والنتائج.