كان هذا هو عنوان «اليوم» الرئيسي ليوم ما قبل أمس، والذي كتبه الزميل أحمد العبكي مدير التحرير ومحرر الصفحة الأولى في «اليوم». بحق، كان عنوانا متميزا في أدبيات وتقنيات الصحافة، وتميزت «اليوم» فيه كعادتها في العناوين اللافتة والتغطيات على مستوى الصحافة المهنية. لكنني لا أكتب اليومَ عن «اليوم» ولا عن الزميل العبكي، بل أكتب عن مضمون العنوان الذي جاء على ثمانية أعمدة، «العوامية تنفض غبار الإرهاب» مع صورة آليات الدولة التي راحت تدق معاقل الخراب. عشنا هنا، في الوطن وفِي الشرقية تحديدا، نحو ستة أعوام، يسقط لنا شهداء بين الحين والآخر، شهداء من الأمن وشهداء من أهلنا في العوامية والقطيف وسيهات. وفِي كل نزيف للدم، نتوجع، ومع كل شهيد، نسأل ويسأل الغيورون على أمن الوطن إلى متى؟. وإلى متى كنّا نسأل، فيما الشهداء يتساقطون، وشتائم الكارهين للوطن تتزايد، يتكاثر علينا الحاقدون على أمن الوطن، وتصورنا أجهزة الإعلام المعادية من معقل إرهاب، الى إرهاب دولة وحقوق مواطنة، وآخرها مع الأسف «الإعلام القطري»، فيما الجميع يدرك أنهم حفنة من الإرهابيين المغرَّر بهم من جهات معروفة أجندتها منذ زمن طويل. ليبقى الشرفاء منهم وهم الكثر من أهالي القطيف، مواطنين شرفاء ينتمون لهذا الوطن وقيادته، حتى جاء الوقت المناسب والتوقيت المبارك وضمن خطة أشرفت عليها إمارة المنطقة الشرقية بتوجيهات سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، لنقل المواطنين الى أماكن آمنة، ومن بعدها هدم معقل «المسورة» بالكامل. قد لا أخفي سرا وأنا أتابع لحظة بلحظة مع بعض الأجهزة المعنية بتنفيذ هذه الخطة، كيف هذا الصبر وطول البال والحلم، حتى تأتي النتيجة وأن تقوم الدولة بواجبها على أكمل وجه للقضاء على هذه البؤرة المسيئة في مسيرة الوطن. رحم الله شهداءنا من رجال الأمن والمواطنين، فقد اكتمل الصبر بطوق من التنمية يلتف على «المسورة»، مع التقدير الكبير لرجال الأمن البواسل والأجهزة الحكومية الأخرى التي شاركت بفاعلية لتحقيق هذا الإنجاز الكبير، الكبير جدا.