أعلن الجيش الأردني حياديته في الانتخابات المحلية على مستويي البلديات واللامركزية، المزمع اجراؤها بعد غد الثلاثاء، وسط استطلاعات تشي بتراجع حاد في نسب المشاركة المتوقعة. وقال تعميم عسكري، وزعته القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي على منتسبيها، وحصلت «اليوم» على نسخة منه: «إن القيادة العامة، وحرصا على الالتزام بمبدأ الشفافية والنزاهة، قررت حظر منتسبي القوات المسلحة من الاشتراك أو التدخل في مجريات العملية الانتخابية، وعلى مختلف المستويات». وتنفيذا للتعميم، منعت قيادة الجيش الأردني العسكريين والعاملين من الإجازات العادية والمرضية والطارئة، واستدعتهم إلى وحداتهم العسكرية ومراكز عملهم، وألغت الإجازات السارية. ويأتي قرار الجيش الأردني، وفق مصدر عسكري رفيع، تزامنا مع نمو التخوفات من مشاركة العسكريين الأردنيين في الانتخابات المحلية لترجيح كفة مرشح دون غيره. وأشار المصدر، في حديث ل «اليوم»، الى أن «القوات المسلحة الأردنية، وبتوجيهات من القيادة العليا، ظلت على الدوام تلتزم الحياد في مجريات العملية الانتخابية، الجارية وسابقاتها». واعتبر المصدر أن «الجيش العربي (الأردني) جيش محترف، ويلتزم بالضوابط العسكرية، ويدرك جيدا دوره الوظيفي في حماية الأردن». يأتي ذلك فيما تظهر استطلاعات للرأي عزوفا شعبيا واسعا عن المشاركة في العملية الانتخابية، التي تشمل الادارات الخدمية (البلدية) في مختلف مناطق الأردن، وتجري لأول مرة فيما يعرف ب «مجالس اللامركزية»، التي أقر قانونها حديثا. وأظهر استطلاع للرأي العام الأردني، أجراه برنامج «راصد» لمراقبة الانتخابات وأعلنت نتائجه أمس السبت، أن 46.5% فقط من الأردنيين ينوون المشاركة في الانتخابات المحلية، فيما تميل النسبة الباقية بشدة باتجاه التغيب عن صناديق الاقتراع. استطلاع برنامج «راصد» كشف أيضاً النقاب عن رفض 49% من المستطلعة آراؤهم لنتائج الانتخابات مسبقا. ويحق ل 4.117 مليون مواطن أردني المشاركة في الانتخاب المزمعة بعد غد الثلاثاء، وفق ما أفادت به الهيئة المستقلة للانتخاب، والتي قال الناطق باسم الهيئة جهاد المومني، في تصريح ل «اليوم»: «إن عدد الناخبين، الذين يحق لهم الانتخاب في الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء، بحسب الجداول النهائية للهيئة بلغ 4 ملايين و117 ألف ناخب وناخبة». وبين المومني أن «هيئة الانتخاب أعدت ما يزيد على 10 ملايين ورقة اقتراع، تشتمل على 650 نموذجا موزعة على أوراق الاقتراع الثلاث المخصصة لانتخاب رئيس البلدية وعضوية المجلس المحلي أو البلدي، وعضوية مجلس المحافظة». من جهته، استبعد المحلل والخبير في الشأن الأردني لقمان اسكندر، في حديث ل «اليوم» أن «تشهد الانتخابات المحلية المرتقبة تجاوزت كبرى»، مبينا أن «مجرياتها تسير حتى الآن ضمن الضوابط ودون تجاوزات تذكر». واعتبر اسكندر أن «انتخابات مجالس اللامركزية، التي تجري لأول مرة في الأردن، قد تشكل اشكالا للناخب لعدم وجود التجربة السابقة بشأنها، فيما اعتاد على المشاركة في الانتخابات البلدية».