حسينوه مات، مات حسين بن عاقول، مات عبدالحسين عبدالرضا محمد عوض بعد ما يزيد على الخمسين سنة من العطاء الفني الغزير والمتميز والمتعدد، فقد كان عبدالحسين الممثل المسرحي والتلفزيوني والمؤلف المسرحي والتلفزيوني والإداري والمؤدي الاوبريتاتي. بموته يفقد الفن الكويتي خصوصا والخليجي عموما أحد رواده والمؤسسين للحركة الفنية بمجالاتها المتعددة. خلال حياته أشاد صرح سيرته الفنية ونجوميته على أساس من جهده ومثابرته وإخلاصه للفن، ليموت يرحمه الله موتا متميزا في لحظة مميزة في تاريخ الخليج العربي. مات عبدالحسين عبدالرضا والخليج العربي منقسم بسبب ما أصبح يعرف بالأزمة القطرية التي عصفت في مجلس التعاون الخليجي، وأحدثت في بنيته تصدعات تنذر وتهدد بانهياره في حال تعثر الجهود لإيجاد حل للأزمة. في هذه اللحظة الحرجة التي وصفتها بالمميزة، يموت عبدالحسين ميتته اللافتة لإخراجها بعض «الخنين» وبعض «الخايس» في الواقع المجتمعي الخليجي. أما بعض «الخنين» الخليجي فقد فاح عبر وسائط التواصل الاجتماعي حين تضوعت منها الدعوات الصادقة له بالشفاء بعد ذيوع خبر إصابته بالجلطة الدماغية التي أدخلته في وحدة العناية الفائقة، ثم بالغفران والرحمة والجنة بعد أن ارتفعت روحه إلى بارئها. في لحظتي غيبوبة الفنان ووفاته، عمّت الخليج من الجهراء الى مسقط حالة شعورية إنسانية جميلة ومبهجة، إذ اجتمع والتم معظم الخليج حول عبدالحسين الفنان الذي أضحكه وأمتعه فأحبّه، غابت الحدود والفوارق بين الخليجيين، وتراجعت للوراء الأزمة التي كانت مصدر قلق ووجع وخيبة منذ اندلاعها. لقد جمعهم حب حسينوه وبوعليوي وشارد بن جمعة ومفتاح الحلي وحسين بن صامت، فرفعوا أكفهم إلى خالقهم داعين متضرعين. في لحظتي الغيبوبة والوفاة، تجلى نجاح الفن والفنان في ما أخفق في تحقيقه آخرون. وخلالهما أيضا تصاعد بعض «الخايس» ليزكم الأنوف بالعفن والزنخ. فمن جهة أخرى، انطلقت رسائل التحذير أو الأوامر بعدم الدعوة للفنان عبدالحسين عبدالرضا ممن لا يكل ولا يمل من تحميل تغريداته بالعفن قبل إطلاقها. رحم الله أباعدنان.