بدت الأوضاع أكثر من عادية داخل حي المسورة في بلدة العوامية باستثناء بعض الأصوات الطفيفة الصادرة من آليات الهدم التي تواصل خلال ساعات النهار لاستكمال عمليات إزالة البيوت العشوائية لإقامة مشروع تنموي يخدم البلدة ومحافظة القطيف والمنطقة الشرقية. الآليات تبدأ خطى التنمية وكشفت جولة نظمتها وزارة الإعلام يوم أمس الأربعاء لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية لحي المسورة، الجهد الكبير الذي تبذله الأجهزة الأمنية لتوفير المناخ المناسب لاستمرار عمل آليات الهدم في مختلف أنحاء الحي وذلك بعد استكمال إجراءات نزع الملكية لأملاك تلك المنازل. وأعطت وزارة الإعلام جميع وسائل الإعلام الحرية الكاملة للتحرك ضمن النطاق الجغرافي المحدد للاطلاع عن قرب على حقيقة الوضع بعيدا عن التضخم الإعلامي الذي صاحب العملية التي قادتها وزارة الداخلية للقضاء على الجماعات الإرهابية التي سعت عبر تزييف الحقائق إلى إخفاء الكثير من المعلومات عن وسائل الإعلام العالمية. الوفود الإعلامية وقفت من خلال الجولة على الصورة الكاملة لما يجري على الأرض، فالحديث عن عمليات التهجير ليس واردا على الإطلاق، فالغرض من تواجد الأجهزة الأمنية يكمن في تطهير الأرض من الإرهاب وتوفير البيئة المثالية لممارسة بلدية القطيف دورها في إنجاز مهمة إزالة جميع المنازل الآيلة للسقوط وإطلاق ورش تنفيذ مخططات التطوير في حي المسورة. أصوات الرصاص اختفت تماما بعد ساعات قليلة من فرض الأجهزة الأمنية قبضتها على الحي العشوائي الذي اتخذته الجماعات الإرهابية منطلقا لشن عملياتها ضد رجال الأمن والمواطنين، فضلا عن ممارسة العنف لاختطاف البلدة وترويع الأهالي منذ عدة سنوات. سيارات المدنيين تعرضت للتدمير الزجاج المحطم والمنازل المحترقة والمركبات المدمرة والمحلات المهجورة تمثل أبرز الصور الماثلة أثناء التنقل داخل حي المسورة، حيث استمرت الجولة نحو ساعة كاملة تقريبا، إذ انطلق الوفد الإعلامي الذي يضم أكثر من 25 إعلاميا من مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية في الساعة الرابعة والنصف من مدخل الناصرة على الطريق الزراعي باتجاه بلدة العوامية، من خلال دوار الريف الذي شهد الكثير من الأحداث والمواجهات المسلحة والتي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الأمن وإصابة آخرين. التنمية ستحل بدلا من الخراب الطريق المؤدي إلى حي المسورة ببلدة العوامية يوحي بحجم المواجهة المسلحة القوية التي خاضتها الأجهزة الأمنية مع الجماعة الإرهابية، حيث يكشف آثار الرصاص على الجدران والمباني الموزعة على طرفي الطريق المتجه نحو حي المسورة، فالتشوهات الكثيرة تعطي دلالة واضحة على قوة المعركة العسكرية التي خاضتها الأجهزة الأمنية مع الجماعة الإرهابية في تلك المنطقة خلال الأيام الماضية. العمل الجبار الذي بذلته بلدية القطيف خلال الفترة الماضية يمثل إصرار الدولة على السير قدما في طريق إحياء المنطقة العشوائية التي ينتظرها مستقبل زاهر سواء على الصعيد التراثي أو السياحي والمعماري أو الاقتصادي أو الاجتماعي، فالآليات التي تمارس عملها منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس تحاول فرض إرادة الحياة على لغة الموت التي يحاول الإرهابيون تكريسها على أهالي العوامية. ويلمس المرء المعنويات العالية التي يتمتع بها رجال الأمن الذين يواصلون الليل مع النهار في سبيل الوقوف أمام الزحف الإرهابي المدمر الذي أتى على الحياة في جميع التفاصيل على مدى السنوات الماضية، إذ استطاعت تلك الأجهزة بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الأمن فرض كلمتها الأخيرة على صوت الإرهاب المرتفع في بعض الأحيان، وبالتالي فإن الوطن استطاع الانتصار على جميع الأصوات الأخرى التي حاولت رسم صورة مغايرة عن الواقع على الأرض. آثار الهدم في شوارع الحي (اليوم) شعارات جوفاء على محول كهربائي وضع الإرهابيون بصمتهم القبيحة في العديد من المواقع بحي المسورة بالعوامية وها هم يستخدمون أحد المحولات الكهربائية لكتابة شعارات جوفاء تعكس الأفكار الإرهابية. وجاءت المعدات والآليات لتمحو هذه الآثار ولتبدأ المسورة عهدا جديدا مع التنمية التي تنتظرها. العبارات الجوفاء التي وضعها الإرهابيون على محول كهربائي (اليوم) الإرهابيون يوجهون الرصاص نحو المساجد لم تسلم المساجد من رصاص الإرهابيين، وها هو أحد مساجد حي المسورة يتلقى وابلا من الرصاص ويتعرض للتدمير تماما. والصورة توضح آثار التدمير الذي تعرض له المسجد من قبل الإرهابيين لتؤكد للجميع الأفكار المنحرفة التي انتهجها هؤلاء. آثار الاعتداءات الإرهابية على المسجد