في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الطاقة الدولية تراجع مستوى كفاءة وإنتاجية الحقول الأمريكية الجديدة في يونيو الماضي للشهر العاشر على التوالي، لا يزال القلق سائدا بين المستثمرين من هبوط الأسعار مجددا في العام المقبل لا سيما بعد انتهاء سريان اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج نهاية الربع الأول من 2018. ومع عودة أسعار النفط مؤخرا إلى المستوى 50 دولارا للبرميل واستعادة بعض التوازن في السوق، تواصل مخزونات النفط الأمريكية التراجع، وظهر ذلك في بيانات إدارة معلومات الطاقة الأخيرة، وهبطت مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة 50 مليون برميل من أعلى مستوى سجلته في مارس، غير أن تقريرا نشرته «أويل برايس» تساءل عن احتمالات مبالغة الوكالة الحكومية في القراءات الصادرة. وتوقعت وكالة الطاقة أن يتواصل انخفاض إنتاج كل منصة حفر أمريكية في الفترة المقبلة، حيث إن المشغلين يقومون بحفر آبار أكثر مما يحتاجون وبأعداد كبيرة ولا يركزون على الوصول إلى أقصى درجات كفاءة المنصات والحقول. وأضافت الوكالة: إنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة 9.3 مليون برميل يوميا في عام 2017، بزيادة 0.5 مليون برميل يوميا مقارنة بعام 2016. وتوقع تقرير الوكالة أن يصل إنتاج النفط الخام الأمريكي في عام 2018 إلى 9.9 مليون برميل يوميا في المتوسط، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 9.6 مليون برميل يوميا في عام 1970. ونقل تقرير «وورلد أويل» عن وكالة الطاقة أن معظم النمو في إنتاج النفط الخام الأمريكي بحلول نهاية عام 2018 سيأتي من تشكيلات صخرية ضيقة داخل منطقة بيرمي في تكساس ومن خليج المكسيك الفيدرالي. وقد واصل إنتاج النفط الأمريكي بقاءه فوق مستوى تسعة ملايين برميل منذ منتصف فبراير فيما بلغ عند 9.43 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من يوليو. والإنتاج الأمريكي مدعوم بشكل كبير من ثلاث مناطق رئيسية هي: تكساس، خليج المكسيك وولاية داكوتا الشمالية، والتي تمثل مجتمعة ما يزيد على 65% من إجمالي الإنتاج الأمريكي في مايو. ويبدو السبب الأكبر وراء استمرار قلق المستثمرين بشأن السوق في التكهنات بضخ المزيد من الإنتاج النفطي في الأسواق العالمية خاصة من ليبيا ونيجيريا الأمر الذي يزيد تخمة المعروض. ربما يخيب الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري التوقعات حيث بدأ إنتاجه بالفعل في التباطؤ في الوقت الذي تتراجع فيه شركات كبرى عن أنشطة الإنفاق على الإنتاج والتنقيب. في الأسابيع الأربعة الماضية، أعلن عدد من الشركات عن خفض خطط الإنفاق لديها هذا العام من بينها «كونوكوفيليبس» و«بيونير ناتشرال ريسورسيز». وجاء ذلك التقليص في خفض الإنفاق ردا على هبوط أسعار النفط قرب 40 دولارا، وهو ما يعني المزيد من الانخفاض في الإنتاج عام 2018. ووفقا لذلك فإن توقعات إدارة معلومات الطاقة بارتفاع الإنتاج الأمريكي من الخام إلى 10 ملايين برميل في العام المقبل ربما يكون مبالغا فيها وصعب الوصول إليها، حيث أشار خبراء الى أن الأمر لا يتعلق بعدم اليقين حيال كون الإنتاج المستقبلي الأمريكي من النفط أقل مما يظن الكثيرون، ولكن أيضاً بشأن ما إذا كان هناك مبالغة كبيرة بشأن طفرة الخام الصخري في البلاد. وترتكز توقعات الأسواق بالنسبة للإنتاج الأمريكي على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية والتي أظهرت ارتفاعا حتى يوليو، وكانت آخر قراءة قد بلغت 9.43 مليون برميل يوميا نهاية الشهر.