لم يكتب للعداء الجامايكي اوساين بولت ان ينهي مسيرته المشرقة في تاريخ الرياضة بذهبية سباق 100م ضمن بطولة العالم لالعاب القوى المقامة في لندن، اذ خسر النهائي امام الامريكي جاستن غاتلين الملطخة سمعته بالمنشطات. وحل بولت (30 عاما) الذي خاض سباقه الفردي الاخير في 100م قبل اعتزاله ثالثا بزمن 9.92 ث وراء غاتلين (9.95 ث) والامريكي الاخر كريستيان كولمان (9.94 ث). وانطلق بولت حامل لقب 11 ذهبية في بطولة العالم و8 في الالعاب الاولمبية بشكل بطيء وحاول اللحاق بكولمان السريع، لكن خط النهاية شهد منافسة نارية. ولم تعرف هوية الفائز قبل ظهور النتائج على اللوحة العملاقة في الملعب الاولمبي، اذ بلغ الفارق بين غاتلين الاول والجامايكي يوهان بلايك الرابع سبعة اعشار من الثانية فقط. وقال بولت بعد خسارته ومعانقة غاتلين، الذي انحنى له بعد خط النهاية «انا اسف، لم اتمكن من ختام مسيرتي بالفوز، لكني اشكركم على دعمكم، لقد كانت تجربة رائعة كما في العادة». وبعد إعلان فوز المخضرم غاتلين (35 عاما) اطلق آلاف صافرات الاستهجان بحق الامريكي، الذي اوقف بين عامي 2006 و2010 لتناوله المنشطات، وبعد عودته احرز فضيتي 100م وراء بولت في مونديالي 2013 و2015. وقبل السباق، كان غاتلين، حامل ذهبية اولمبياد 2004 ومونديال 2005، اخر عداء يفوز على بولت في 100م، في روما عام 2013. وعجز بولت الذي سيبلغ الحادية والثلاثين في 21 اغسطس عن رفع رصيده الى 12 لقبا في تاريخ مشاركاته في بطولة العالم، اذ احرز 3 ذهبيات في 100م واربعة في 200م والتتابع 4*100م. ويبقى لل«برق» في لندن سباق التتابع 4*100م، السبت المقبل بحال تأهل منتخب جامايكا الى النهائي. واستهل بولت، حامل الرقمين العالميين في 100م (9.58 ث) و200م (19.19 ث) في بطولة العالم 2009 في برلين موسمه بطريقة عادية، فسجل أكثر من 10 ثوان مرتين، قبل ان يستعيد مستواه في لقاء موناكو ضمن الدوري الماسي (9.95 ث) في يوليو الماضي محققا سابع افضل رقم هذه السنة. وكما جرت العادة قبل اي بطولة كبرى، طرحت تساؤلات عديدة حول مستوى بولت، حامل 8 ذهبيات اولمبية، لكنه كان يرد في كل مرة بتتويجه في سباقات 100 و200 والتتابع 4*100م، وكان في معظم الاوقات يحسن افضل زمن له خلال السنة، بيد ان نهائي 2017 خالف هذه التوقعات. وفاز بولت 7 مرات من اصل 9 مشاركات كبرى في سباق 100م، والمرة الوحيدة التي لم يتوج فيها، بالاضافة الى لندن 2017، كانت بسبب انطلاقة خاطئة في مونديال دايجو 2011.