تزايدت المخاوف الأمريكية من وجود قاعدة العديد العسكرية في قطر بحسبانها تعطي تطمينات لهذه الدولة الراعية للإرهاب. في وقت لجأت فيه الدوحة للاعتماد مؤخراً على ما وصف بسياسة المناورات، حيث صدر إعلان جديد لوزارة الدفاع القطرية عن تدريبات عسكرية مشتركة مع تركيا يومي غد الأحد وبعد غد الإثنين. ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من وصول فرقاطة تركية إلى ميناء حمد البحري جنوب شرقي الدوحة للانضمام إلى القوات التركية الموجودة في قطر. كما يصل عدد أفراد الفرقاطة التركية، «تي جي غي غوكوفا»، التي ستشارك في المناورات، إلى 214 فرداً. وشهدت قطر، على مدار الشهرين الماضيين، 5 تمرينات عسكرية مشتركة، بينها تمرينان بحريان مع القوات البحرية الملكية البريطانية يوليو الماضي. كما أجرت مناورتين مع قوات أمريكية في يونيو الماضي، وتمريناً آخر مع القوات البحرية الفرنسية في الثاني والعشرين من الشهر نفسه. يحدث ذلك مع ارتفاع أصوات في الولاياتالمتحدة محذرة مما يمثله وجود قاعدة العديد العسكرية في قطر من إشارات سالبة لهذا البلد الداعم للإرهاب. وحذر تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» مؤخرا من خطورة وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر على أساس أنه يعطي إشارة تطمين للدوحة بالاستمرار في ممارستها في مساندة الإرهاب. وحذر أيضاً الإدارة الأمريكية من قطر التي وصفها بالحليف المثير للتساؤل، وبحسب الصحيفة فإن قطر تحاول مصادقة الإرهاب والغرب في آن معاً. ويرتكز التقرير، الذي أعده مسؤول سابق في الخزانة الأمريكية Jonathan Schanzer والمحلل الاستراتيجي في مجلة النيوزويك...Kate Havard، على اتهام قطر بعلاقات مثيرة للجدل من وجهة نظر الكاتبين، مثل العلاقة مع جبهة النصرة مرورا بحماس ودعم الدوحة لسياستها في غزة، وصولا إلى طالبان. ويتهم التقرير قطر بعلاقات مميزة مع قادة كبار في طالبان، لاسيما المفرج عنهم من سجن جوانتانامو في صفقة الإفراج عن الجندي الأمريكي بو برغدال. ويسعى التقرير في «نيوزويك» الى رسم خارطة لشبكة علاقات قطر، فهو يشير إلى أن الدوحة نجحت في إقامة علاقات تجارية وسياسية مع إسرائيل وبروابط متينة مع إيران وحزب الله، ومع خصومهما من الجماعات المقربة من القاعدة في آن واحد. وخلص التقرير في «نيوزويك» إلى أن وجود قاعدة العديد الأمريكية في قطر يشجع الدوحة على الاستمرار في دعم الإرهاب من وجهة نظر الكاتبين، وأن ذلك يتعارض مع المصالح الأمريكية، حتى إن تقرير «نيوزويك»، يدعو الإدارة الأمريكية إلى البحث عن مركز آخر للقوات الأمريكية عوضاً عن قطر.