«وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي» لطالما تساءلت هل نعي حب الأوطان أو هي كلماتٌ نرددها بيننا وبين من حولنا ليروا كم نحب أوطاننا؟ هل حبنا لهذا الوطن يرتبط بعوامل لا ندركها إلا مع زوال ذلك العامل المؤثر وعندما يزول نبتعد عن هذا الحُبِ، وننغمس في مشاغل الحياة اليومية؟ هل حب الأوطان سمة الفقراء أم هي سمة يتغنى بها الكل في الحياة الغني والفقير؟ هل الوطن منزل أم عنوان في مدينة أم الحي حيث نشأنا وترعرعنا ونسعد بأن نجد أنفسنا به؟ هل هو حب حقيقي ننقله معنا حين نذهب لقضاء الاجازات أو لإنهاء تعليمنا في بلد آخر؟ ام ماذا؟ لا يمكن أن يختلف أحد على ان حب الوطن لا بد أن يترسخ في كل انسان ولا بد أن يقدم الغالي والنفيس من اجل أن يرتقي بوطنه، من حسن تصرف وحسن عبارة والأهم حسن دفاع أمام من يستنقصه أو يحاول أن يستنقصه لأنه إن لم يفعل سيكون مجرداً من هويته، والتي للأسف نخسرها في بعض الاحيان حين تقوم فئة شاذة ببعض التصرفات الطائشة والعبارات التي تؤثر على سمعة الوطن وتتسبب في تشويه كبير لنا من الناحية الاخلاقية، والتي تتمثل في سمعة الوطن بين البلدان وعلى الخارطة الدولية والتي نفقدها حين يقوم بعض المصطافين والمبتعثين من الكيل للبلد وتعليمه ومناخه بعبارات تهكمية، ونقل اخبار ليست صحيحة بل مبالغا فيها وسرد بعض الأمور الخاصة والداخلية أمام الطرف الآخر، والذي لا يلبث أن ينشر هذا الامر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكداً ان هذه العبارات قد ظهرت من أشخاص يقطنون هذا البلد، بل ومن أهله الذين تقلبوا في خيراته ونهلوا من أمواله وكان هذا البلد سبباً في ابتعاثهم أو تنقلهم أو رؤيتهم لبلاد العالم حتى وإن كان يعطي القليل، هذا القليل جعلهم آمنين في أماكنهم لا يحملون إلا هم أنفسهم، ومع ذلك بمجرد أن يضعوا اقدامهم خارجه حتى يبدأوا في النيل منه وكأنه طوق ملبوس حول اعناقهم تخلصوا منه في اللحظة التي غادروه فيها.الوطن لا يحتاج من يضيع حقه حين يخرج منه بل يحتاج لمن يحفظ هذا الحق في الحل والترحال، وإن لم يحفظ هذا فليس للوطن فيه حاجه فليغادر حتى يعلم من الذي يحتاج الآخر هل (سيحتاجه الوطن) ام (هو من سيحتاج وطنه)؟.