ضمن فعاليات نشاط الجنادرية المسرحي، قدمت فرقة جامعة الطائف المسرحية مساء الثلاثاء الماضي مسرحية «نعش». تدور أحداث المسرحية عن مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم هوية الموت، تتداخل قصصهم في قالب واحد لشرح تفاصيل محاولة انتقالهم إلى محطتهم الأخيرة، بحثوا في كل مكان عمن سوف يدفنهم، تصل بهم الأزمة إلى قرارهم بأن يدفنوا أنفسهم، العرض عبارة عن أصوات الشخصيات التي تحكي انصهارهم في وجع الوقت، كيف أنهم استطاعوا أن يتخلصوا من كل قبحهم ووجعهم وانطلقوا إلى محطة أخيرة، لكن الموت تحول إلى سراب لأنهم لم يجدوا مَنْ يدفنهم، المسرحية لمجموعة من الأشخاص الذين مضوا إلى موتهم الافتراضي مُكرهين، ويقررون بعد ذلك أن يعودوا للحياة مجددا. والمسرحية من تأليف إبراهيم الحارثي وإخراج مساعد الزهراني وتمثيل نخبة من طلاب الجامعة. في الجلسة التطبيقية، التي تلت العرض المسرحي وأدارها الفنان صقر القرني بحضور مؤلف النص ابراهيم الحارثي ومخرجه مساعد الزهراني، قال الكاتب والمخرج المسرحي العماني محمد النبهاني رئيس فرقة «الدن» المسرحية: إن المؤلف جعلني اتساءل كثيرا بداية من العنوان «نعش» ماذا أراد المؤلف بهذا العنوان؟ عدة اجابات دارت في الذهن، مرادفة ل أحيا وانعش وخلص، النعش هو النهاية والموت، هل اراد المؤلف أن يقول هنا النعش ليس النهاية، ولكن لنزرع بذرة لنحيا مرة أخرى بفعالية أخرى، مشيرا إلى أن النص محير. وعن العرض قال النبهاني: هناك دعوة من المؤلف تبناها المخرج لنحيا مرة أخرى، لنتمرد على الاحباط بداخلنا للهروب من الموت إلى أن نميت ما بداخلنا من علامات اليأس، لافتا الى أن المخرج وفق في أشياء كثيرة، ولكنه أدخلني في حيرة، فهو لم يخرج عن النص ويتمرد عليه. واضاف ان الممثلين قدموا عرضا رائعا، وكان من الممكن أن يقدموا عرضا أفضل من ذلك بكثير، الأداء الصوتي اختبره المخرج ونجح، كانت هناك أخطاء لغوية لكنها مقبولة، والإضاءة جيدة، انتقد النبهاني الفقرة الكوميدية التي كانت في المشهد الحزين، مشيرا الى انها ليست في محلها. أما في المداخلات، التي أعقبت العرض فقال استاذ الأدب الانجليزي والترجمة بجامعة الطائف د. موسى الحالول: عندما قرأت النص خطر ببالي مسرحية «لا مخرج» لجان بول سارتر، التي عرضت في عام 1944، وأشاد بالمخرج، مبينا أنه وجد اسقاطات رائعة لم تكن موجودة في النص. وفي معرض مداخلته قال د. عبدالعزيز الطلحي: هذا النص من النصوص الولادة، والمسرحية هي خروج من الموت إلى الحياة لنقرأ الحياة. وقال الإعلامي خالد قماش: التوظيف الشعري في المسرحية رائع، فيما أثنى القاص علي السعلي على النص والمخرج. وفي نهاية الجلسة التطبيقية، كرّم رئيس اللجنة التنفيذية لنشاط الجنادرية مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي، والكاتب محمد النبهاني، ومصمم الاضاءة جميل عسيري. جانب من الندوة التطبيقية