اتهامات تم توجيهها لقطر على المستويين الإقليمي والدولي بدعمها للإرهاب، خاصة مع تنامي دورها في تحريك الصراع بالشرق الأوسط وتأتي على رأس الدول المتأثرة من إرهاب الدوحةسوريا. وتظهر العلاقة بين قطر وتنظيم القاعدة وذراعه السورية «جبهة النصرة» بعد اتهامات بتقديمها الدعم المالي للتنظيم الإرهابي، وفي 28 يوليو 2016، أعلنت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، فك ارتباطها بالتنظيم الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013 وذلك على لسان زعيمها أبو محمد الجولاني الذي أعلن الاسم الجديد للجبهة وهو «فتح الشام». وظلت الاتهامات تطارد جبهة «فتح الشام» بعلاقتها الوطيدة بتنظيم القاعدة، خاصة بعد دعم أيمن الظواهري، انفصال النصرة عن القاعدة بشكل رسمي، وهو ما يعزز فكرة أن ما قامت به الجبهة ليس تحولا جذريا في أفكار الجبهة بل هي محاولة لتقديم نفسها في ثوب جديد، لكن الأهم أن قطر ظلت متهمة بتمويل الجناحين. وفي السياق ذاته، قالت الإمارات: إنها تملك أدلةً قاطعة، على قيام قطر بتمويل منظمات متطرفة في المنطقة، بما فيها جبهة النصرة الإرهابية. وأكد يوسف العُتيبة سفير الإمارات في واشنطن في حديث مع قناة أمريكية أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي المملكة والإمارات والبحرين ومصر؛ تمتلك ولديها الأدلة الدامغة التي تدين الدوحة وتؤكد دعمها للميليشيات المسلحة في سوريا، كما أن هناك أدلة تثبت دعم حكومة قطر لتنظيم القاعدة عن طريق جبهة النصرة في سوريا. اتهامات عديدة لم يكن هذا الاتهام هو الأول من نوعه الذي يُوجه للدوحة، فقد سبقته اتهامات عديدة من مختلف الدول العربية تؤكد دعم قطر لجبهة النصرة، بل ولتنظيم «داعش» الإرهابي أيضًا، وهو ما ذهب إليه المعارض السوري تيسير النجار الذي أيد تلك الاتهامات، بوصفه قطر بأنها «الكفيل الأول بتمويل التنظيمات الإرهابية بعد إيران»، وأنها مرتبطة بإيران مع ارتباطها أيضا بتنظيم القاعدة، وقال: «قطروإيران وجهان لعملة واحدة». وفي أعقاب اندلاع الثورة السورية 2011، اتخذت قطر عبر منبرها الإعلامي «شبكة الجزيرة» موقفًا داعمًا للتنظيمات المتشددة عبر تسجيلها لقاءات حصرية مع قادتهم وعلى رأسهم جبهة النصرة. وعلى غرار الكثير من المقابلات والأخبار الحصرية للجزيرة، خصت «جبهة النصرة» قناة الجزيرة بنسخة من الشريط الذي ظهر فيه زعيم الجماعة أبو محمد الجولاني لأول مرة، معلناً فك الارتباط بتنظيم القاعدة، بحسب «بي بي سي». تكرار سقطات وفي تصريحات للمستشار في الجيش الحر أسامة أبوزيد، أشار فيها إلى تكرار «سقطات» قناة الجزيرة التي تدل على انحيازها لتنظيم القاعدة في سوريا. واتهم أبوزيد - في تصريحاته لموقع «الدرر الشامية» السوري- قناة الجزيرة بأن سياستها التحريرية بما يخص سوريا، متأثرة بتيار موالٍ للقاعدة يعمل بداخلها، محذرًا أن تلك السياسة تصب في مصلحة روسيا بالدرجة الأولى، التي تحاول التسويق لتدخلها في سوريا على أن هجماتها على حلب تستهدف «جبهة النصرة». في مقابل ذلك، كشفت تقارير صحفية عديدة عن أن قطر كانت بمثابة «الأب الروحي» لصفقة الهدنة التي تمت بين حزب الله و«جبهة النصرة» في جرود عرسال. وكان حزب الله قد أعلن، الخميس، عن وقف إطلاق النار في جرود عرسال، فيما أشارت تقارير إلى وجود صفقة هدنة، سيتم من خلالها فتح ممر آمن لخروج مقاتلي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مع عائلاتهم إلى سوريا، مقابل الإفراج عن مسلحين تابعين لميليشيا حزب الله اللبناني. ويشمل الاتفاق أيضا، بحسب وسائل اعلام إماراتية، خروج أمير «فتح الشام» في القلمون، أبومالك التلي، مع عدد من المسلحين وعائلاتهم إلى مدينة «إدلب» السورية، معقل التنظيم الإرهابي التابع للقاعدة، مقابل إطلاق سراح 4 قادة ميدانيين تابعين لحزب الله تم أسرهم منذ عام 2015 تقريبا. ونقلت عدة مواقع إعلامية عن مصادر، أشارت إلى أن الصفقة هندسها مسؤولون أمنيون قطريون وشخصيات محلية على علاقة مباشرة بهيئة «فتح الشام» في جرود عرسال.