لم يكن تراجع إسرائيل عن قرارها بوضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى قرارا سهلا على الدولة التي تحتل فلسطينوالقدس، وتعمل على تهويدها، وإضفاء الشرعية على هذه الإجراءات، ظنا منها أن العالم الإسلامي في الظروف الحالية غير قادر على مواجهة هذه الإجراءات ومنعها من تنفيذ مقاصدها. وإذا كان تصدي أهل القدس والشعب الفلسطيني لهذه القرارات تصديا بطوليا، يؤكد صمودهم وتمسكهم بدورهم في حماية القدس والمسجد الأقصى، فإن هذا الدور البطولي قد عززه وسانده دور خادم الحرمين الشريفين، الذي يؤكد الموقف السعودي الداعم لقضية فلسطين العادلة منذ وقوع الظلم التاريخي على الشعب الفلسطيني، حيث أكدت جميع المصادر الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين بصمت وتصميم مع كافة الأطراف الدولية القادرة على الضغط على دولة الاحتلال؛ لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل قراراتها الأخيرة التي اتخذتها تحت ذرائع لا تنطلي على من يعرفون نواياها تجاه القدس والمسجد الأقصى. حيث أشادت بهذه الجهود العديد من الجهات التي تعرف مكانة القدس في قلب خادم الحرمين الشريفين، باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومن ذلك منظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والبيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ورئيس دولة فلسطين، وعدد من زعماء الدول العربية والإسلامية. إن نجاح الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين، يؤكد من جديد دور المملكة الثابت وزعامتها للعالمين العربي والإسلامي وقيادتها التاريخية، التي لا يمكن لكل محاولات الهيمنة والتدخلات الإقليمية والأطماع الخارجية أن تشكك في مكانتها أو تؤثر في صلابتها وقوتها، كما أنها رسالة قوية لدولة الاحتلال أن القدس خط أحمر، وأنها لن تستطيع أن تفرض إرادتها تحت أي ظرف من الظروف دون مراعاة لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين، وأن السلام الذي يقوم على المبادرة العربية التي تقدمت بها المملكة هو الطريق الوحيد المتمثل في حل الدولتين الذي تتضمنه هذه المبادرة والذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي المحتلة عام 1967، كما أنها تؤكد أن أي افتراءات تحاول أن تشيعها بعض الأطراف المعادية حول موقف المملكة الثابت من قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني هي أكاذيب لا تنطلي على الذين يدركون مواقف المملكة تجاه هذه القضية، وكذلك مواقف الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان على الدوام في طليعة المدافعين عن هذه القضية والساعين إلى نصرة شعب فلسطين، امتدادا لموقف الملك المؤسس وأبنائه من بعده، وهي من ناحية أخرى رسالة إلى المرابطين في القدس أنهم ليسوا وحدهم وأن المملكة وقيادتها وشعبها ستظل في طليعة من يقف بجانبهم حتى نيل حقوقهم المشروعة وإحلال السلام القائم على العدل- إن شاء الله-.