يعيش الموظف طوال فترة عمله وهو مخدوع ببعض من حوله من الاصدقاء الذين يرتدون الاقنعة ويظهرون المحبة الكاذبة، وتمضي بك الايام أيها الموظف المسكين وهم من حولك يضحكون لك ويبذلون كل ما في وسعهم من اجل إسعادك وتنخدع بهم كثيرا، فقلبك الطيب يصور لك ان هؤلاء هم الاصدقاء المخلصون ولا تصحو الا عندما تترك هذا العمل وتتقاعد وبعدها ترى العجب، فكل من كانوا حولك لم يكونوا اصدقاء كما كنت تظن بل مجموعة من اصدقاء المصلحة الذين لا يربطهم فيك غير ذلك العمل الذي كنت فيه. وجوه أبدعت في التمثيل عليك، وجوه تجردت من الحب والصدق تعيش على حب المصلحة فقط، لا يهمهم أخلاقك او تعاملك الراقي معهم كان كل ما يهمهم هو تلك المكانة الوظيفية التي وهبها الله لك. كانوا يتباهون بك في مجالسهم ويحرصون على السؤال عنك والاهتمام بك، ولكن اليوم وبعد تقاعدك كانوا أول من تنكر لك وأذاقوك مرارة الجحود، وابتعدوا عنك فانت بالنسبة لهم انتهيت ولم تعد تنفعهم بشيء. وتحاول ان تفيق من هول الصدمة ولكن كان غدرهم أقوى وكانت قلوبهم أقسى.