تتغير الحياة تباعا سنة تلو الأخرى وإن كانت تتغير نحو الأفضل بنقطة فإنها للأسوأ تتغير بنقاط، هذه ليست نظرة تشاؤمية أو سلبية كما سيقول البعض ويتشدق بكلمة (الحياة حلوة) بل الحياة تحتاج لجهد وذكاء وحكمة وفطنة وعمل جاد حتى نتمكن من القول كالكثير (الحياة حلوة) وخاصة في الأعوام القادمة. في أبسط الأمور تجد الطفل الأجنبي الذي تعلم الاعتماد على نفسه من الصغر، حياته من بعد خروجه من منزل والديه حياة بسيطة بالنسبة إليه لأنه تعلم كيف يعيش بدون أي اعانات خارجية وبدون عاملات، أما أبناؤنا فلا يستطيعون أن يفعلوا أقل الأمور حين يكونون بمفردهم بل ينتظرون عودة والديهم أو يلجأون للعاملة أو ينقضون على المطاعم الخارجية، المهم أنهم لا يبذلون أي جهد أو أي حركة بل يجعلون الآخرين مسخرين لهم. تعودوا على الراحة التامة حتى بات من المستحيل أن يجعلوا مكانهم الذي يجلسون فيه او يناموا فيه ذا ترتيب بسيط.. وهنا أتساءل لماذا هم هكذا وأبناء الغرب ليسوا هكذا؟ ما الفرق وأين العيب؟. نذهب للأسواق وهي من أكثر الأماكن التي تجد فيها العظة والعبرة. فتجد الرجل الأجنبي أو الرجل الغربي بحلة وهندام جميل يتجاذب أطراف الحديث مع زوجته طوال الوقت يساعد في عملية الاختيار والشراء وضبط الأطفال حين حاجة والدتهم للذهاب إلى مكان بصورة خاصة. وفي المقابل تجد النوع الآخر من الرجال العرب ذا هندام لا يجب ان يكون به خارج المنزل وأن وجدته ذا هندام جميل فهو إما أنه حديث العهد بالزواج أو أنه يبحث عن فريسة، مكانه دوما خارج المكان الذي به زوجته لا يشاركها رأي ولا يتدخل بالاختيار بل يسأل على الفور، كم هي الخسارة حتى يبدأ بالكيل للأسواق وانها مدمرة للجيوب، ناهيك عن أنه لا يساعد في عملية حفظ الأطفال وإن طلب منه هذا من قبل زوجته سيكون أحد أمرين إما انه سيضبطهم بالقوة أو سيخرجهم من المكان متذمرا من كل شيء، وهنا أسأل، لماذا؟ وما الفرق وأين العيب؟ لن أعيب المجتمع في هذه النقطة بل سأعيب الوالدين فهما ركيزة المجتمع وأصله، طريقة معيشتهما أسلوبهما، تعاملهما لبعضهما البعض بيئتهما التي ينحدرن منها والتي برغم شهاداتهما العليا لم تغير فيهم البتة، بل بقوا على الحال التي كان ذووهم عليها والأدهى والأمر انهم يقترنون بنساء لا يحاولن التغيير بل ينجرفن لنفس الأسلوب.