نعيش اليوم وكأننا غرباء لأننا نعيش في مجتمع أفقدنا مكانتنا كبشر .. سأبحر معكم اليوم في قضية بل هي جريمة بشرية ترتكب وأمام أعين الجميع .. سأنقل لكم عدة قضايا عايشتها والبعض وقفت عليها والبعض دمعت عيني عند معرفتها أو سماعها وأين ارتكبت تلك الجرائم ، ارتكبت بجواري نعم ، في مجتمع بل رقعة بسيطة لم تتجاوز العشرة كيلو متر مربع فكيف بي لو خرجت لمربع آخر بجوار مربعي، ماذا سأجد وكم عدد الجرائم التي سأنقل . لحظات توقف في أرشيف المحكمة مروراً وفي وقت لا يتجاوز العشرة ثواني ماذا وجدت هناك .. من أين أبدأ ؟ سأبدأ بجرائم ترتكب من قبل الآباء .. !! نعم الآباء ، وضد من يرتكبونها .. يرتكبونها ضد أبنائهم وبناتهم ، تجاوزا الحدود الشرعية ، تجاوزا حدود الإنسانية وحدود الله .. نعم إنهم الآباء . نعم هم مؤتمنين ولكنهم خانوا الأمانة .. الجريمة الأولى .. عذراء انتهكت عذريتها بل ارتكب فيها جريمة بشعة ومن هو سيد الجريمة إنه والدها أو أخوها .. ماهي ردة فعلها ؟ ردة فعلها استسلام ودموع حسرة وألم من تلك الذئاب البشرية ومن أقرب المقربين لها بل من حرم عليهم فعل مثل تلك الجريمة ، لا حول لها ولا قوة إلا بالله .. هي اليوم أم لبنت أو ولد ومن هو أبوه إنه أخوها أو والدها نعم حقيقة مؤلمة ، بل بلاء قد نزل . الجريمة الثانية .. إمرأة لم تتجاوز العشرين عام متزوجة ولديها أطفال ترفض زيارة والدها وتؤيد الابتعاد عنه لو لسنوات طويلة .. ما السبب ؟ لا نريد معرفة السبب ، ومن يريد يزر المحاكم وسيعرف سبب لذلك ! نعم والدها ليس أب ترتمي في حضنه ليدفئها بل إنه طاغية وذئب بشري .. الجريمة الثالثة .. سألتها صديقتها قائلة لماذا تركتي والدك وأمك وإخوانك وقررتي الهروب مع شخص لا تعرفينه ، تقول لي ودمعها يسيل على خديها يرسم قصة جرم وألم ، قائلة أرتكبت الزنا وأنا في منزلي والدي ، كان سيد الجريمة هو شخص أحبني وأحببته أردت الزواج منه ولكن والدي رفض ذلك بحجة عدم تكافؤ المستوى والمكانة الإجتماعية ، كنت مغرمة به وهو كذلك مما زين لنا الشيطان إرتكاب فاحشة الزنا ، بعدها عزمت على الهرب من منزلي والدي ، مما أجبر والدي بأن يزوجني ذلك الشخص .. السؤال يقول لماذا أيها الأب لم تزوج إبنتك إلا بعد تجرؤها في أرتكاب تلك الجريمة ؟! من المسئول عن ضياع بناتنا وشبابنا ؟ الجريمة الرابعة أتصل بي شاب لم يتجاوز الخمسة وعشرين عامأ، يقول أخي الغالي أين أقلامكم وأين حراككم الثقافي الإصلاحي الذي تطالبون فيه .. فحدثني قائلا لقد ارتكبت جريمة مما أقعدتني بالسجن ثلاث سنوات ، ارتكبت بعدها جريمة وعدت للسجن لمدة ستة أشهر وكل هذا بسبب أنني أجد من ينصحني ويوجهني ، واليوم وبصراحة تراودني فعل جريمة أخرى ، قلت له ماهي قال الزنا !! فقلت والعياذ بالله لماذا ؟ فقال أريد أن أتزوج حيث لدي دخل بسيط ولكن والدي رافض تزويجي رافض أان يقف معي لإصلاح أمري ، يقول وبالحرف الواحد وبالعامية (دبر نفسك مع الرجال ) ، الرجال وجدوا من يقف معهم وعلى الأقل نصح أو توجيه . أيها الأب من المسئول عن مثل هذه التصرفات الشيطانية ؟ المسئول الأول والأخير أنت أيها الأب ! لأنك لم توجه لم نصح ، تصادق أبنك لم تكن بجواره عند مصيبته ، لم تكن بجواره عندما يريد أن يصلح نفسه ، نعم أنت المسئول الأول والأخير . الجريمة الخامسة إنها مؤلمة والله ضحيتها طفلين ، ضحيتها زهرة أمل ذبلت بفعل جرم الآباء ، نحن الآن في أرشيف المحكمة ، نعم والله في عشر ثواني ضاق بي المكان .... قضية طلاق بسبب تصفية حسابات بين أب الزوج والزوجة ،لم تتجاوز القضية ثلاثة أشهر إلا وحكم فيها بإنفصال أو طلاق ، وبدون سبب مقنع للزوج ، ولكن الإجبار والنعتة القبلية هي ما جعلته يطلق ، نعم نهايتها طلاق ودموع أختلطت بقصة حياة عاشها زوجين على الحب والإحترام وأمام أب الزوجة والقاضي .. لم ينتهي الأمر بطلاق ونسيان تلك الحياة الجميلة لأنه إجباراً لم يكن هناك ما يوجب ذلك ! إنقطع الوصل بين روحين بسبب جبروت الآباء ، ولكن بعد شهرين من إنفصالهما أرادت الزوجة أن تعود لزوجها قبل انتهاء عدتها والزوج كذلك مرحب بذلك لأنهما يعرفان أن كل ما حدث بفعل ضغوطات لأجل انتصار، وبفعل مساعي خير بذلت وجد أن والد الزوجة يؤيد عودة ابنته لزوجها ، ولكن هناك عكس ذلك والد الزوج يرفض عودة ابنه لزوجته وإلا رهينة العودة هو إنه تبرأ من ولده إن أعاد زوجته نعم لم يعودا لبعضهما بسبب والد الزوج . نعم أزواج ينفصلون بسبب الآباء . هناك تساؤلات مهمة ، نطرحها لأصحاب القرار في الأسرة وفي المحاكم وكذلك أصحاب الأيادي البيضاء أصحاب الإصلاح . لماذا أيها الأب الفاضل تجبر إبنك على قرار طلب الإنفصال بدون مبرر وأنت قد رضيت زواجها ؟ لماذا أيها الأب لا تريد ابنك يعود لزوجته ، هل تعتقد أنك لم تحاسب على ذلك ؟ الزوجة لماذا تنكرين العشرة بفعل أمور لا تستحق أن تطرح في المحاكم وأنت الضحية ؟ الزوج لماذا لم تتمالك أعصابك في ضبطها وإمساك لسانك عن الطلاق كونكما شرفاء أنت وزوجتك ؟ القاضي لماذا نرى عجالة في الحكم في مثل هذه القضايا وعلى عجالة ، الم يفترض أن يترك القرار بيد الزوج إن كان يريد الإصلاح ومنحه فرصة لذلك ؟ المصلحين لماذا لم تكونوا أصحاب نضرة ثاقبة بعيدة لبحث جميع الأمور والقضية المسلمة لكم من جوانب عدة ، كون مثل هذه القضايا تحتاج لوقت تحتاج لدراية ولفلسفة إصلاحية لأجل إصلاح الأمر لا لأجل رفع تقرير وكأنك مجبر ، هل تعتقدون أنكم بحاجة لدعم همتكم بعدة دورات أسرية أو نفسية لتساعدكم ولتمنحكم طولة بال في معالجة أمور المجتمع ، كون الكثير يؤمل فيكم الخير .. وقفة مهمة أعلاه تحتاج لرؤية واضحة . الجريمة السادسة .. لا زلت في أرشيف المحكمة وفي الوقت البدل الضائع من الوقت المتبقي وهو ثانيتين أو اقل أو أكثر .. نعم قصة جرم أخرى تدار في مثلث برمودي خطير ، كابوس مخيف تجرد من الإنسانية يكتسي رداء الصلاح رداء النصح هذا ، مثلث مكون من ثلاثة أضلاع أتحدت بعيداً عن القيم وبعيداً عن الإنسانية الحية وإستغلال لعقول محبة لأضلاع هذا المثلث ، الأول هو بمقام الأب الناصح ، فلسفة الاقناع مركز قوته ، الثاني بمقام الأخ الذي استقى رؤيته الزوجية الإصلاحية من مسلسل تركي ( لميس ) ، الثالث قريب جداً بل مؤثر له كيانه الخاص وحياته الخاصة ولكنه أبى إلا أن يراقب حياة أزواج لمدة تجاوزت العشر سنوات رأس الحية بعد الضلع الأول ولكنه لم يكشف شيئ بل إنه يبني على فلسفته الخاصة ، نعم جريمة أخرى هي بالقرب من من أن تخرج لتباع مجانا ضحيتها أزواج .. وأطفال .. القصة تقول ومن لسان امرأة في ريعان شبابها .. تقول أعيش تحت ضغط مطرقة من حديد يمسكها والدي فوق رأسي وفوق أرض لا أعلم موقعي تحديدا ولا أعلم أين قراري السليم بسبب الخوف من تلك المطرقة .. تزوجت ولي طفلين وعشت مع زوجي لمدة عشرة سنوات ، عشنا سويا على الحب والاحترام نأكل نشرب نلبس لم ينقصنا سوى التوجيه من والدينا والذي نعده انس يؤنسا ، لم نجد ذلك يوما ، لم نجد والدينا الإ عندما تحدث بيننا خلافات بسيطة ، يجدون حينها مرتع جميل لاستعراض العضلات على حساب تفرقتنا ، تقول أنا اليوم سيدة قضية في المحكمة تجاه زوجي سيدها والدي وبدعم الأضلاع الثلاثة ولكنني لا أستطيع أن أفصح بذلك لأنني تحت مطرقة قريبة من رأسي ، يريدني أن أنفصل عن زوجي بسبب خلاف لا يستحق أن يكون في أرشفة المحاكم ، شوهوا صورته لدرجة انني صرت لا أطيقه ولكن عشقي له يجري كالدم في عروقي بل أسرع من ذلك ، أعرف أنني سأتجرع مرارة ذلك الأمر وكل ذلك بسبب والدي نعم والدي نعم أنا الضحية نعم أنا الضحية ( قصة مؤلمة ) . نعم أريد أن أعيش مع زوجي ولكنني لا استطيع الإفصاح ! نعم أنت ياوالدي من أقنعني في زواجي وبدون حب مسبق ، فلماذا لا تصلح الأمر الآن فإن حب زوجي يسري في عروقي سريان الدم وأنت لا تعلم ، عشرة عمر ! أخي أختي لماذا أنتم بجواري تريدونني أن أبتعد عن زوجي بحجة أنكم تريدون الصلاح لي ، وصلاحي هو عودتي لزوجي وحفظ أبنائنا ، فهل توافقون أن أقنعكم في إنفصالكم عن أزواجكم ! أعتقد أن إجابتكم ستكون ( لا ) شيئ مؤلم ستة جرائم سيد جريمتين أب وآحد ( حسبي الله ونعم الوكيل فيك أيها الأب ) . أين المحاكم أين الإصلاح أين دعاة الخير أين الوجهاء أين حفظة كتاب الله ، أين التريث في الفصل في مثل هذه القضايا ، بيوت فرقت وأسر شتت بسبب الآباء .. أين دوركم أيها الدعاة أما تستحق المنابر أن تشعل سنينا لأجل أيصال رسالة للأب ، لأجل أيصال رسالة للأزواج للزوجات ، الجماعات بحاجتكم والأسر تحتضر بسبب تقصيركم ، يحتاج منكم إعادة إختيار الرسالة الدعوية ، يحتاج أن تلامس وآقع وتحدث عقول بحقائق ، نعم لن نتطور ولن نعالج أخطائنا إلا بذكر حقائق حدثت لمن هم بجوارنا .. الآباء ستسألون عن أبنائكم يوم لا ينفع مال ولا بنون .. لا تجعلوا أولادكم وبناتكم عذاب بل حسرة أمام أعينكم بسبب تفرقتهم عن أزواجهم وأولادهم ، هناك فضل وأجر كبير للمصلحين فكن شريك في ذلك الأجر العظيم وهناك إثم عظيم في السعي لتفرقة الأزواج فأبعد نفسك عن فلذات أكبادك لا تكن أنت الأول والأخير في جمعهم وفصلهم ... قضية وليست مقال طرحتها بأسلوب بعيد عن المقال أو الفلسفة الصحفية ليس قصوراً في مخزوني الصحفي ولكنني أحببت أن يفهمه الكثير بل أحببت أن يلامس جميع العقول ، من طالب وطالبة وأم وأب ومتعلم ومثقف .. بقلم أ . هارون جبران المالكي [email protected]