شنّت الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي، أول من أمس، هجوما لاذعا على الجامعات السعودية لعدم تدريسها الفلسفة، وأكد بعض النقاد الذين حضروا ورقة «بماذا نتفلسف؟» التي قدمها عضو حلقة الرياض الفلسفية، شايع الوقيان، أن الثقافة الاجتماعية تمنع التفكير والفلسفة، وقال علي الشدوي: سنبقى في مؤخرة الركب ما لم ننظر إلى العقل بأنه بلا حدود، كما يجب أن نبتعد عن قمع التفكير. وعن فائدة الفلسفة؟ ذكر الوقيان، أن هذا السؤال يتكرر علي بشكل مزعج: بم سيفيد الدارس للفلسفة في مجال عمله أو كسبه للمال؟ ويقول: «أحاول يائسا أن أخبرهم أن المنافع والفوائد ليس شرطا أن تكون مادية، وأن هناك منافع عقلية أو معنوية أو حضارية، نحن في أشد الحاجة إليها». موضحا، أن الفكر الفلسفي يشيع في الناس الاحترام المتبادل، والتنوع والحرية وقبول الآخر المختلف. وأبان أن هناك فوائد عظيمة للفلسفة، أبرزها صناعة العقول، وفهم الوجود وعصمة العقول من الخرافة. واستجلب الوقيان تاريخ النهضة الأوروبية، دليلا على أهمية الفلسفة، مشيرا إلى أنها بدأت مع ليوناردو دافنشي وتوماس مور وميكيافيلي ومايكل أنجلو، وغيرهم ممن أحيوا الأدب الكلاسيكي الذي فتح الطريق للتجديد الديني مع مارتن لوثر، والتجديد العلمي مع بيكون وجاليليو وكوبرنيكوس، والتجديد الفلسفي مع ديكارت.