على ارتفاع أكثر من 50 مترا، يستقطب جسر المشاة المعلق، بمتنزه الملك عبدالله للمغامرات بجبل الشعبة في الأحساء، شباب الواحة يوميا، على الرغم من عدم اكتمال الجسر، لكن شغف المغامرة والروح الشبابية والرغبة الجامحة في اكتشاف الواحة الخضراء من علو مرتفع، دفعت هذه العناصر المتنزهين بقوة نحو الجسر الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية، ليشكل منظرًا مثيرًا بانحناءاته، وهو مشدود بين جبلين يتأرجح بين المناظر الطبيعية الخلابة الخضراء التي اشتهرت بها الأحساء، ويعطي للزوار تجربة فريدة من نوعها بإلقاء نظر على البساط الأخضر الذي تشكله نخيل الشعبة وهي تحتضن الجبل. ويتطلب عبور الجسر 10 دقائق مشيًا بطول 300 متر تقريبا والانتقال من الجهة الأولى إلى الجهة الأخرى، لكن هذه الدقائق البسيطة توفر متعة ومناظر جميلة للطبيعة المحيطة، ويمتد الجسر من الغرب إلى الشرق ويربط بين جبلين كان التواصل بينهما مستحيلا ليأتي هذا المشروع ليحول المستحيل إلى حقيقة تجسدها أمانة الأحساء على أرض الواقع، بينما يجمع الجسر بين القوة وفخامة التصميم، كما أنه يتمتع باشتراطات السلامة الدولية، فيما يتيح للمتنزهين جولة بصرية والاطلاع من خلالها على نخيل الواحة التي تشكل حزاما أخضر على مد البصر. إلى ذلك لم يكن هذا الجسر المعلق المتأرجح الوحيد في هذا المشروع بل يجاوره على بعد أمتار قليلة جسر مشابه يمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 100 متر، يؤدي دوره الجمالي كما أنه يربط بين جبلين في المنطقة الشمالية من المشروع، كما أن الجسرين يمثلان جزءا من مشروع متنزه الملك عبدالله المتكامل الذي من بين عناصره مشروع التلفريك والذي سيسهم في تعزيز السياحة في المحافظة، كما أن الجسور المعلقة والتلفريك سيستقطبان الزوّار من داخل المملكة والدول الخليجية، ويكشف مسار التلفزيك مساحة واسعة من واحة الأحساء الزراعية. إقبال على تجربة المشي فوق الجسر وأوضح الشاب علاء أحمد، أنه حضر إلى جبل الشعبة لخوض تجربة جديدة والعبور من خلال الجسر المعلق، والاستمتاع برفقة الأصدقاء من على هذا الارتفاع الشاهق، الذي يمنحه اكتشاف الواحة الزراعية الواقعة في الجهة الغربية الذي يظهر جمال طبيعة بلدة الشعبة وبيوتاتها، أما الشاب إبراهيم الدخيل فأشاد بجهود أمانة الأحساء بتنفيذها مثل هذه المشاريع التي تستقطب المجتمع وخصوصا شريحة الشباب، منوها بأن متنزه الملك عبدالله في جبل الشعبة من المشاريع النوعية الذي سيكون علامة سياحية بارزة على مستوى المملكة، حيث هو عنصر جاذب للسياحة الداخلية واستقطاب الأشقاء الخليجيين، ويوافقه الرأي هشام علي الذي أكد أن الجسر المعلق يجذب الشباب من جميع المدن والبلدات، لافتا الى أنه حضر للجبل خصيصا لقضاء اوقات جميلة فوق الجسر المعلق في الأجواء المعتدلة في الصباح الباكر والاستمتاع بشروق الشمس، بينما الشاب لؤي الدخيل فينتظر على أحر من الجمر اكتمال المشروع وافتتاحه رسميا لتكتمل لوحة الابداع التي ترسمها أمانة الأحساء لتقدمها هدية للمجتمع، لافتا إلى أنه لأول مرة في حياته يعبر مثل هذا الجسر المعلق الذي يجمع بين المغامرة والاستمتاع بنسمة الهواء الصباحية الباردة من هذا الارتفاع وبرحلة جميلة برفقة الأصدقاء هربا من المدن وضجيجها.