لم يكن الأمير محمد بن سلمان بحاجة إلى أكثر من (1000) يوم لإثبات صدق فراسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وليكون موضع ثقته ليستحق أن يكون وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع، وهي الثقة التي دعمها تصويت هيئة البيعة ب (31) صوتًا من مجموع (34) صوتًا في ملحمة جديدة من ملاحم تكليفات السلطة في هذه البلاد التي تديرها الثقة والمسؤولية، ويسودها الإيثار من أجل عيون الوطن. جاء الأمير كفارس نبيل على صهوة طموحات شباب هذا الوطن وأحلامهم وتطلعاتهم، جاء بلغة واضحة ولسان عربي مبين، وهو الصريح بلا مواربة، ولا مداورة وليسمي الأشياء بأسمائها، لكنه جاء أيضا بثقافة ابن الوطن الأصيل الذي يحفظ ثوابته، ويسعى لأن يحدث التغيير في الرؤية وآلياتها لينقل بلاده إلى حيث يجب أن تكون في الأعالي. ألف يوم فقط كانت بمثابة شهادة تزكية لهذا الأمير الشاب المفعم بالحيوية وحب الوطن، والمشرق ببياض السريرة، ليحظى بثقة ملك البلاد وزعيمها، ومن يستطيع أن يحظى بثقة ملك الحزم إلا رجل رشيد. ألف يوم فقط لكنها كانت بألف شهر من العمل الدؤوب الذي أثمر مشروعي التحول الوطني، ورؤية السعودية 2030، والتي استثمرت في مقومات هذا الوطن العملاق سرعان ما آتتْ أكلها لتنهي حالة التقشف الطارئة، والتي فرضتها حالة الركود في الاقتصاد العالمي، والظروف التي عصفتْ بأسعار البترول، ومشاكل الإقليم، ولتعيد الوطن خلال بضعة أشهر فقط إلى عافيته الاقتصادية، ليستأنف نشاطه المميز في التنمية والبناء، كل ذلك على يد عرّاب الرؤية ومهندسها الشاب محمد بن سلمان. جاء محمد بن سلمان الذي صدّق بأفعاله لا بأقواله كل توسّمات الملك الزعيم سلمان بن عبدالعزيز على أنه الكفاءة الشبابية، والقيادة النابهة التي تعرف كيف توظف إمكاناتها لصالح نهضة بلادها، وبنفس الحزم الذي أسست له مدرسة سلمان بن عبدالعزيز في إدارة الحكم الرشيد. جاء هذا الأمير بابتسامته العريضة التي دخل بها قلوب مواطنيه، ليشعر الجميع أنه ابن كل أسرة سعودية، وأنه ذلك الأمين على تطلعات أبنائها، والحريص على أن يأخذ شباب بلاده إلى مراقي العزة والمنعة والتقدم والسؤدد. جاء ليثبت للجميع أن تلك الرؤية التي وقف خلفها، والتي وضعته في صلب تنمية الوطن، ومنحته الثقة الأغلى.. ثقة خادم الحرمين الشريفين، عبر ترجمة خطواتها الأولى بشكل مذهل، وفي وقتٍ قياسي على أرض الواقع، والتي أدهشتْ العالم، وضربتْ الكثير من الرهانات التي كانت تشكك في متانة اقتصادنا، جاء سموه الكريم ليثبت أن تلك الرؤية لم تكن مجرد خطة عمل، وإنما كانت بالفعل حزمة من طموحات شاب نابه يحمل أحلام كافة شباب الوطن، عرف مساقاتها، ومساراتها، وطرق تنفيذها قبل أن يضع حروفها، لهذا كانت لها كل هذه الحظوة، وكان لها كل هذا النجاح الذي يكتحل فيه الوطن اليوم بالكثير من قرارات الرفاه، وليس آخرها إعادة صرف كل البدلات والمكافآت التي أوقفت، وبأثر رجعي، مما يبرهن حالة الرخاء التي يعيشها الوطن برؤيته النافذة. لذلك نقول: لم يكن سلمان بن عبدالعزيز، وهو الزعيم الحازم ليدفع بهذا الشاب إلى أرفع مواقع المسؤولية، لو لم يجد فيه تلك الخصال والمزايا التي يستحقها وطن بحجم بلادنا ومكانتها الدولية، ولم يكن ليدفع به إلى ولاية العهد لو لم يُثبت سمو الأمير محمد بن سلمان لشعبه ولمواطنيه قبل قيادته، وقبل هيئة البيعة التي باركتْ تعيينه وبايعته على السمع والطاعة في المنشط والمكره، ليثبت للجميع أنه بالفعل هو حامل تطلعات هذا البلد، وواجهة أحلامه المشرقة، ومستقبله المضيء. وهنا نؤكد أننا مع سموه الكريم لسنا في تجربة، فقد خبرناه وعرفناه، وتابعنا كيف يتحرك هذا الفارس محملا بكل روح المسؤولية والغيرة على الوطن لينجز، وينجز وينجز. ولا ننسى ونحن في وطن الوفاء أن نخص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بالشكر والتقدير والامتنان على ما قدمه لبلاده ولشعبه وأمته. وعندئذ لا يبقى سوى أن نقول لخادم الحرمين الشريفين أيّده الله: إن خير من استأجرت القوي الأمين.