اعتبر عدد من الخبراء في شؤون السياسة أن تدخل قطر في الشؤون الداخلية للبحرين لا يقل خطورة عن التقارب مع إيران على حساب مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين أن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية القاطعة للعلاقات مع قطر كان بسبب سياسات قطر المضرة بدول الجوار. فقال استاذ العلوم السياسية بالامارات د.عبدالخالق عبدالله: إن تدخل قطر في البحرين وما تم كشفه من دعم للمعارضة ومحاولة زعزعة الاستقرار في البحرين جزء من الأمور التي تم بموجبها قطع العلاقات معها. وأوضح ان من المؤسف جدا وقوف إيران الراعية للإرهاب وتركيا مع قطر، فالقضية القطرية قضية خليجية ويتم حلها من داخل مجلس التعاون الخليجي واعتبر أنها لم تراع مصالحها مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي. ونوه د.عبدالخالق بأن دول الخليج حكيمة ولن تتصرف باستعجال في مواجهة الانحياز مع قطر التي تريد ضرب أمن جيرانها، منبها الى أن القضية القطرية هي قضية خليجية يتم حلها في أروقة مجلس التعاون بعيدًا عن التدخلات الدولية. وأكد أنه لن يحدث في هذه القضية أي اختراق دولي، فوزراء الخارجية في مجلس التعاون واضحون في قولهم إن الحل خليجي، وهو الوحيد لانهاء هذه الأزمة، فسبق وان تم حل أزمات قبل ذلك بدون الحاجة إلى تدخلات خارجية، وقطر فقدت مصداقيتها وأصدقاءها ولم تجد من يقف معها إلا تركياوإيران عاصمة الإرهاب. من جانبه قال الخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر: إن التطورات المتسارعة التي تشهدها الأزمة القطرية مع دول الخليج ومع بعض الدول العربية حول مواقفها وتوجهاتها في دعم الإرهاب والتدخل في شؤون البحرين ودعم المعارضة البحرينية من أساس الأزمة الناتجة بين قطر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد أن ما عقد حل القضية القطرية هو وقوف تركياوإيران مع قطر، فالتدخل القطري في شؤون البحرين مرفوض على جميع الاصعدة الرسمية والشعبية، ودول مجلس التعاون لن تسمح بحدوث مثل ذلك ولا بد من قطر ان تراجع حساباتها وتتوقف عن الاعمال التي ادت إلى حدوث هذه الازمة معها. من ناحيته قال الباحث في وزارة الداخلية د.فيصل ماجد الدويش: إن التدخل القطري في الشؤون الداخلية للبحرين لا يقل خطورة عن التقارب مع إيران أو دعم بعض المنظمات المصنفة إرهابية التي تشكل خطورة على دول مجلس التعاون الخليجي وكان من الواجب على الحكومة القطرية ان يغلب على تفكيرها الحكمة في المطالب التي ادت إلى قطع العلاقات معها ومعرفة من المستفيد من الاعمال التي تقوم بها قطر والتي لا شك ان قطر سوف تتضرر من سياستها ضمن دول مجلس التعاون الخليجي. واعتبر الدويش أن مساندة إيران والانحياز التركي مع قطر شجع قطر على عدم التراجع عن موقفها وهذا ربما يؤدي في حالة عدم حل القضية على المدى القريب إلى حدوث أزمة سياسية بين تركيا وباقي دول مجلس التعاون التي تستغرب انحياز تركيا في وقت ينظر على دورها في التدخل لحل الأزمة أو مسك الحياد وعدم الانحياز مع أي طرف اخر. وتوقع ان تحل القضية من قبل مجلس التعاون الخليجي ويمنع تدويلها أو التدخلات الدولية في حلها؛ لأن هذه الأزمة تعتبر شأنا داخليا لمجلس التعاون الخليجي.