شهدت علاقات قطر خلال المرحلة السابقة مع مختلف الشركاء خلافات متصاعدة ومشاكل معقدة في ظل سياسة الازدواج التي تنتهجها، حيث تظهر مع الأشقاء بوجه، وتطعن في الظهر، كل هذا أدى إلى ضرورة المقاطعة، وكشف وجه تلك السياسة البغيضة التي أدت إلى نشر الفوضى والإرهاب.. ووصلت التدخلات القطرية ودعمها الإرهاب إلى القوقاز، وخاصة الشيشان.. تناول مركز الدراسات الروسية في القاهرة الدعم القطري للإرهاب في روسيا، خاصة منذ انقلاب الأمير الأب حمد بن خليفة عام 1995، حيث تنتهج دولة قطر سياسة هي أقرب إلى المواجهة لا الشراكة والتعاون. ووفقا لمركز الدراسات الروسية، تواصل الدوحة العمل على استغلال التناقضات السياسية الاقليمية والدولية في إطار مخطط يرتكز على توجيه تيارات الإسلام السياسي والأذرع المسلحة لهذه التيارات في اتجاه نشر حالة من عدم الاستقرار والأمن خصوصا في المناطق المستهدفة، حيث استطاعت الدوحة خداع المجتمع الدولي خلال المرحلة السابقة والتظاهر بالمشاركة في محاربة الإرهاب، بينما تواصل دعم تلك الجماعات بالمال وتوفير الملاذ الآمن والسلاح لعناصرها التي انتشرت في المنطقة. منطقة القوقاز وأوضح مركز الدراسات الروسية بالقاهرة، أن منطقة شمال القوقاز -جنوبروسيا- كانت واحدة من المناطق الروسية التي شهدت نشاطًا ملحوظًا للحركات الانفصالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وكانت هذه الحركات قائمة على أساس عقدي وطائفي ودعم من بعض القوى الاقليمية والدولية لنشر حالة من عدم الاستقرار في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتى، خاصة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، ووصل نشاط تلك الحركات إلى مستوى المواجهة العسكرية مع قوات الدولة الروسية، واشتدت العمليات الإرهابية وشهدت المدن الروسية أسوأ مرحلة في تاريخها الحديث خلال المواجهة مع الإرهاب وداعميه، حيث تم استهداف المدارس والمستشفيات ودور الفن والمسرح فضلا عن شبكة المواصلات العامة وسقوط الآلاف من الضحايا الأبرياء. وفي خضم المواجهة الروسية مع الإرهاب، كانت الدوحة تستقبل زعماء المتمردين وتقوم جمعياتها الأهلية بتحويل المال إلى المتمردين والإرهابيين وتسهيل سفر العناصر إلى المنطقة التي كان مخططا الإعلان فيها عن «الدولة الإسلامية في شمال القوقاز»، وتضم الشيشان وداغستان وانجوشيا. واشتد الغضب الروسي على قطر عند ما استقبلت قيادات إرهابية متهمة بتنفيذ عمليات داخل روسيا ومن بين هؤلاء المتورطون في مجزرة مسرح موسكو التي وقعت في أكتوبر من العام 2002، وتمكنت الأجهزة الأمنية الروسية من رصد مصادر تمويل تلك الجماعات وقامت بحل وتصفية كافة الجمعيات الأهلية وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة فضلا عن أزمة سياسية حادة مع الدوحة خلال عام 2004 بسبب منح اللجوء السياسي لشخصيات متورطة في عمليات إرهابية، وإزاحة الستار عن فصل مأساوي لمسرحية قطرية للرقص مع الشيطان، حيث كان الرد قويا والدرس قاسيا بالكشف لاول مرة عن كيفية ادارة الدوحة علاقاتها مع الجماعات الإرهابية في مناطق مختلفة من العالم. غضب روسي وتعتبر روسيا من أوائل الدول التي كشفت ومنذ سنوات عن الوجه الآخر لتمويل الإرهاب، ودعت إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، خاصة مبيعات النفط وتهريب الآثار وتجارة المواد المخدرة، وأقر مجلس الأمن الدولي في فبراير 2015، مشروع القرار الروسي الذى يقضي بتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية وتجريم كل من يشتري النفط من «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما، واعتباره متورطا في العمليات الإرهابية. وفي النهاية أوضح مركز الدراسات الروسية أن قرار الرياضوالقاهرة وأبو ظبي والمنامة بقطع العلاقات الدبلوماسية ومقاطعة قطر لدعمها الارهاب والتطرف، يلقى ارتياحا لدى كثير من الدول رغم أن موقفها اتسم بالدبلوماسية تجاه الأزمة في حين أن القرار والتحرك العربي أثلج صدورهم نتيجة ما اقترفته قطر من خطايا تجاه امن واستقرار شعوب المنطقة والعالم.