من الحكمة.. على قطر أن تتحول من أزمة الوعي إلى وعي الأزمة التي تواجهها فالخسارة الحقيقية ليست اقتصادية بل أمنية وتاريخية ستعبث باستقرارها. حين يدخل الغرباء الوافدون من المتردي والنطيح والمنخنق في أراضي قطر الشقيقة غرباء لا ينتمون لكيانها العزيز ولا يمتون لها بصلة، ولا يحملون الهوية ولا الثقافة ولا التدبير ولا قيمة الوطن. يدخلون قطر وهم يديرون دفة الهلاك، ويجعلون أهل البلد يدفعون ثمن مقامراتهم، وهم يغصون بأجندات الخيبة، ويمتلئون بالتأزم، فيُظن بهم أنهم خبراء، وحكماء، وصناع سياسة، ومخططون ويُمنحون الثقة.. وهم الغرباء ويحتلون فرص أهل البلد وأبنائه. مع أن قطر قالت لمواطنيها لاتسيئوا للدول المقاطعة إلا أن المرتزقة الغرباء أخذوا الدور فتأملوهم ينافحون بأباطيل ليس حبا لقطر فهؤلاء ليسوا من أهلها ولا ينتمون لكيانها وإنما توجس وخوف على فرصهم ومصالحهم.. وخشية من طردهم.. أليس في قطر رجل قطري أصيل يخاطب القلوب والعقول بالحق.. يدرك أضرارهم. فقط ليفكروا ويتساءلوا في قطر عن معنى وجود عضو كنيست اسرائيلي كمستشار سياسي وفلول جماعات الارهاب في بيت الحكم القطري! وما وظيفتهم وأين صناع السياسة من أبناء البلد؟ يجب على قطر أن تتعظ من آثار وجود إيران الإرهابية وأذنابها في بعض الدول العربية وما فعلته من إفساد وتخريب وتفرقة اهلها. فإيران أرض الملالي والعمامات السوداء هي دولة إشعال وأحقاد. تحرك تركيا في قطر غير رشيد؛ لأن تقديرها للحدث السياسي كان سيئا وخاطئا، فالأمر لم يكن يتطلب نجدة أو حماية قطر فالحدث هو حرب على الإرهاب ليس عليها. حين تنسف قطر الصلات العميقة والكريمة والتاريخ الآمن معنا وتستعدي باستدعاء دولة إرهاب ودولة مصالح لا تاريخ راشد لقطر معهم دليل على الضياع السياسي. ويبقى القول: الاصطفاف مع توجه الوطن الأمني ليس رأي ورأي آخر لكي يخالف أو يصمت أحدهم عن التفاعل مع ذلك.. الواقع السياسي مؤكد أنه كبير لكن الوقائع والخفايا أكبر فالعبث السياسي مع استخدام أدوات الإرهاب ورموزه وأطيافه لا بد أن يزول بالحزم والعزم والحسم.. لا مجال للتراخي أو التردد أو التعاطف فكلنا للوطن.