ثلاثون عاما من الممارسة والعطاء والدعم المستمر نصبت عميد لاعبي العالم في العام 2015م ناصر الدغيثر رئيسًا للاتحاد السعودي لكرة الماء، بعد انفصاله رسميًا واستقلاله عن اتحاد السباحة، في الانتخابات الأخيرة التي جرت داخل اللجنة الأولمبية قبل عدة أشهر. ابن اللعبة الذي كرس حياته في خدمة الوطن عبر ناديه القادسية بالخبر والمنتخب السعودي بعد ان حقق الكثير من الانجازات والأرقام التي لم يحققها من قبله أي لاعب كرة ماء. اليوم ومن موقع المسؤول كشف الدغيثر عن الكثير من الخطط المستقبلية التي من شأنها ان تعود بلعبة كرة الماء للعالمية والعودة لمنصات التتويج غم صعوبة الأمر «حسب قوله»، وتطرق في حديثه الخاص ل «الميدان» عن الاسباب والمسببات التي من شأنها ان ترفع علم المملكة العربية السعودية في المحافل العالمية والوصول لهدف اللجنة الأولمبية في 2022م، مؤكداً ان ما تحقق في دورة ألعاب التضامن الإسلامي لم يصل لمستوى الطموح رغم الظروف. * كيف رأيت دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في «باكو»؟ * في البداية أود ان اذكر للقراء ان دورة العاب التضامن الإسلامي بطولة قوية، خصوصا ان المنتخبات المشاركة كانت على أتم الاستعداد، وان أجواء المنافسات المجمعة تكون صعبة على الرياضي، فبالتالي قد لا يظهر أي اتحاد أو لاعب بمستواه المعروف نتيجة تلك الضغوطات وبالعادة الدورات تكون المنافسة فيها أقوى بكثير من البطولات، وكانت دورة «باكو» قوية جداً والتنافس فيها كان كبيرا بين 55 دولة مشاركة. * كونك رئيسا مكلفا للوفد السعودي المشارك في الدورة الإسلامية، كيف ترى النتائج؟ * في الحقيقة قبل خوض أي مشاركة يجب ان ننظر لما سبقها، حيث طرأ قبل المشاركة تغير كبير في قيادات الاتحادات من أعضاء ورؤساء حتى في نظام اللجنة الأولمبية وهيئة الرياضة، اذ ان هناك نقلة نوعية من خلال النظام المالي والإداري، وكيفية تسجيل المعسكرات والميزانيات، بالإضافة الى اقناع الرياضي في الألعاب المختلفة في التسجيل في برنامج النخبة، خصوصا بعد الغاء المصروف، وان هناك مرتبا شهريا وتأمينا طبيا، فبعد كل تلك المتغيرات نحصل على عدد جيد من الميداليات، فشخصيا أعتبره انجازا أكثر من جيد، لكن قد لا يكون على مستوى الطموح ودائما الفترة الانتقالية يحدث فيها انخفاض في الفترة الأولى. * لكن دورة الألعاب الإسلامية موجودة في روزنامة المسابقات، ألا تعتقد انها اعذار قد لا تكون مقبولة؟ * نمط الاستعداد اختلف، على سبيل المثال كرة الماء، حيث ان المدرب لم تربطه علاقة باللاعبين الا منذ شهر قبل المشاركة، فالكثير من الاتحادات الجديدة وجدت نفسها مطالبة بالاستعداد للبطولة ولحدث كبير جداً مثل البطولة الإسلامية بغض النظر عن الاتحادات السابقة التي لها ما لها وعليها ما عليها وهذا ليس عذراً بل هو واقع، وتعتبر في النهاية خطوة أولى جيدة إيجابية مقارنة بالوقت الضيق. * 11 ميدالية فقط هل هي مقنعة؟ * قد تكون مقنعة في الوقت الحالي، لكنها لا تصل لطموح دولة مثل المملكة العربية السعودية. * ومتى تصل المملكة العربية السعودية لمستويات تركيا وايران أو البحرين على اقل تقدير من ناحية عدد الميداليات؟ * لا نستطيع ان نقارن المنتخبات السعودية بنظيرتها التي ذكرتها في السؤال، فالتجنيس لعب دوراً كبيراً ولست في موقع نقد لكني أصف الواقع الذي صنع الفارق في كمية عدد الميداليات والمستويات الفنية، لكننا حالياً مع هدف اللجنة الأولمبية في ذهب 2022م، وبإذن الله نحقق الطموح و الأهم ان يعمل الجميع كتفاً بكتف لتحقيق تلك الرؤية. * إذن على ماذا تستند تلك الرؤية؟ * تستند على العمل من خلال البنية التحتية التي تفتقدها الكثير من الدول التي تنجز ثم تغيب لأعوام، وما برنامج النخبة الا دليل صريح، حيث ان لاعبي النخبة تتراوح أعمارهم من سن البراعم الى الفريق الأول. * وهل أنت راض عن ما قدمه منتخب كرة الماء؟ * بكل تأكيد شخصيا راض كل الرضا عن الميدالية البرونزية التي استطاع منتخب كرة الماء تحقيقها، لكنها لا تمثل طموحنا، وفي نفس الوقت تعتبر بداية جيدة لنا كاتحاد جديد. * متى آخر ميدالية حققها منتخب كرة الماء؟ * منذ 4 سنوات لم يصعد لمنصات التتويج، حيث كانت آخر بطولة هي الجائزة الدولية في الكويت واحرز فيها المنتخب المركز الثالث، وهي بطولة معتمدة من الاتحاد الدولي شبيهة ببطولة العالم. * وما هي خططكم كاتحاد؟ * خططنا كلها تهدف للوصول لبطولة العالم ثم الأولمبياد وهذا هو هدفنا كاتحاد خلال السنوات الأربع، وان استطعنا تحقيقه بعد توفيق الله فنحن نعتبر انفسنا منجزين. * وما طريقة الوصول لبطولة العالم؟ * عن طريق بطولة الأسياد، حيث يتأهل الأول والثاني مباشرة لبطولة العالم. وللتوضيح بوجود اليابان والصين وكازاخستان تعتبر الأمور معقدة وصعبة جداً، لكننا عازمون بإذن الله على الوصول. * وكيف يمكنكم تخطي الصعاب للوصول؟ * أولا سنعمل على تطوير اللاعبين وزيادة عدد الأندية وانتشار اللعبة في جميع مناطق المملكة، ومن ضمن خططنا أيضاً إرسال اللاعبين والمدربين خارج المملكة لزيادة الخبرة والاحتكاك، وقد تكون مدة 4 سنوات غير كافيه لصناعة منتخب قوي لكننا نأمل ان نضع لنا بصمة في المحافل الدولية والوصول للعالمية. * في أي من مناطق المملكة من الممكن ان تترك هذه اللعبة بصمة مميزة؟ * لدينا طموح كبير ان تتواجد اللعبة في العاصمة الرياض وابها وجازان؛ لأنها موجودة بامتياز في جدةوالدمام. * كيف يتم استقطاب المواهب في اللعبة؟ * عن طريق مدارس السباحة الصيفية، حيث يتم اختيار اللاعبين ومن ثم برامج الأندية، وهناك عدة معايير بناء عليها يتم تحديد اللاعبين. * كم ناديا يمارس اللعبة حاليا؟ * كعدد حاليا 7 أندية منهم 4 أندية يغذون المنتخبات بجميع فئاتها، وطموحنا أن يصل العدد إلى 5 أندية تنافس بالإضافة الى 10 أندية كمشاركين، وأعتقد هذا العدد مناسب ليتم التركيز عليهم. * كم فئة لديكم في المنتخب؟ وهل سبق ان مثلت السعودية في البطولات؟ * لدينا 4 فئات ولم تحصل فرصة للآن لان تشارك جميعها والتركيز كان مقتصرا على المنتخب الاول ولدينا 25 لاعبا لديهم عقود مرتبطة ببرنامج النخبة. * ما رأيك ببرنامج النخبة وما الذي سيضيفه للألعاب المختلفة؟ * هو برنامج يحقق للألعاب المختلفة الإنجاز، او يكون مساهما بشكل كبير جداً في ذلك اذا تم تطبيقه بالشكل الصحيح، واهم عنصر هو تفريغ اللاعبين، وإذا تحقق سيكون اللاعب منتجا لإنجاز رياضي وستكون فرصة الإنجازات أكبر. * كاتحاد كرة ماء ما هي متطلباتكم من اللجنة الأولمبية للوصول لأهدافكم؟ * في البداية كون اللجنة الأولمبية فصلت اتحاد السباحة عن اتحاد كرة الماء ووضعت للأخير كيانا مستقلا وميزانية مستقلة، فهذا بحد ذاته عمل كبير والمسؤولية تقع على عاتقنا، ونحن من علينا كاتحاد ان نسأل أنفسنا ما الذي سنقدمه للجنة الأولمبية التي سهلت علينا الكثير من الإجراءات والدعم المتواصل فالكرة باتت اليوم في ملعبنا. الدغيثر: نسعى لنشر اللعبة في مختلف المناطق قال ناصر الدغيثر رئيس اتحاد كرة الماء إنه يسعى لتطوير اللاعبين وزيادة عدد الأندية وانتشار اللعبة في جميع مناطق المملكة، وتابع: من ضمن خططنا أيضا إرسال اللاعبين والمدربين خارج المملكة لزيادة الخبرة والاحتكاك وقد تكون مدة 4 سنوات غير كافية لصناعة منتخب قوي لكننا نأمل ان نضع لنا بصمة في المحافل الدولية والوصول للعالمية. وأضاف الدغيثر: لدينا طموح كبير ان تتواجد اللعبة في العاصمة الرياض وأبها وجيزان لأنها موجودة بامتياز في جدةوالدمام، واستقطاب المواهب في اللعبة عن طريق مدارس السباحة الصيفية. وأوضح الدغيثر أن عدد الأندية التي تمارس اللعبة 7 اندية منهم 4 أندية تغذي المنتخبات بجميع فئاتها وطموحنا أن يصل العدد إلى 5 أندية تنافس بالإضافة الى 10 أندية كمشاركين وأعتقد أن هذا العدد مناسب ليتم التركيز عليهم. سيرة ذاتية كرس ناصر الدغيثر رئيس الاتحاد السعودي لكرة الماء حياته للعبة، حيث بدأت علاقته بالمسبح منذ 30 عاما مضت نصبته في نهاية المطاف عميدا للاعبي العالم في العام 2015. الدغيثر كرس حياته في خدمة الوطن عبر ناديه القادسية والمنتخب السعودي، بعد ان حقق الكثير من الانجازات والأرقام، منها ذهبية البطولة العربية للأندية الحادية عشرة بالكويت 2012، وفضية البطولة العربية للأندية الأبطال الثانية عشرة بالدوحة 2013 وذهبية بطولة الاندية العربية الثالثة عشرة في القاهرة 2016 وفضية بطولة الاندية الآسيوية السابعة في الدمام 2009 وبرونزية بطولة الاندية الآسيوية الثامنة في الكويت 2013 وبرونزية بطولة الاندية الآسيوية التاسعة بطهران 2014. كما حقق العديد من الانجازات مع المنتخب السعودي. الدغيثر يتحدث للمحرر (تصوير: محمد الفرهود)