لا يهتم بعض الصائمين بوجبة السحور، أو تأخيرها، وربما تركوها تماما وتناولوا الطعام في منتصف الليل، أو قبل النوم، إما لخوفهم من عدم القيام، أو رغبتهم في النوم فترة أطول، أو قلة مبالاتهم بالسحور وبركاته، أو لجهلهم بذلك وهذا خلل يجب على كل صائم تلافيه، لما فيه من مخالفة السنة، وحرمان من بركات السحور. وتعتبرُ وجبة السحور ضرورية للاستفادة من العناصر الغذائية التي من شأنها أن تُشعر الصائم بالشبع، وتدعم نشاطه لأطول فترة مُمكنة خلال صيامه، وتعوض سوائل الجسم بكميات مناسبة، بحيث تساهم في تقليل الشعور بالعطش، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون وجبة السحور صحية ومتكاملة مع بقية الوجبات المُتناولة خلال اليوم، وللحصول على أفضل سحور يُمكن اتباع النصائح الآتية: تجنُب الأطعمة والمشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات والنشويات المكررة كالخبز الأبيض والأرز الأبيض والمُعجنات المصنوعة من دقيق القمح الأبيض، ذلك أن هذه الأطعمة سريعة الهضم والامتصاص، وهي تعمل على رفع مستوى جلوكوز وإنسولين الدم بشكل سريع، ثم انخفاضه بشكل سريع أيضا، مما يعجل من شعور الإنسان بالجوع، والحرص على تناول الأطعمة عالية المُحتوى بالألياف الغذائية، وذلك لما لها من دورٍ في إبطاء عملية الهضم والامتصاص، وارتفاع جلوكوز وإنسولين الدم، وتساهم بالتالي في زيادة فترة الشعور بالشبع، بالإضافة إلى ذلك تحتوي الأغذية عالية المحتوى بالألياف الغذائية عادة على كميات عالية من الماء، الأمر الذي يساهم في تعويض سوائل الجسم وتقليل الشعور بالعطش، وتشمل الأغذية عالية المحتوى بالألياف الغذائية الحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه، والبقوليات بالإضافة إلى الأغذية عالية المحتوى بالألياف الغذائية، تعمل الأغذية عالية المحتوى بالماء والبروتين على إطالة مدة الشعور بالشبع، وقد اجريت دراسة مقارنة للأغذية المختلفة في تحقيق الشعور بالشبع أثناء وبعد الوجبات مقارنة بالخبز الأبيض، وتبين أن أعلى الأغذية في تحقيق الشعور بالشبع هي البطاطس المسلوقة، والتي تفوقت على الخبز الأبيض بما يعادل 8 أضعاف، فيما وُجد أن الأغذية عالية الدهن لا تمنح شعورا كبيرا بالشبع، كما وجد أن البرتقال والتفاح يحققان شعورا بالشبع بشكل أكبر من الموز وضرورة تجنب تناول الأطعمة المالحة، كالمكسرات المملحة والمخللات وغيرها لتجنب زيادة فقدان السوائل والشعور بالعطش وتجنب تناول المنبهات في وقت السحور حتى لا ترفع من فقدان السوائل والشعور بالعطش أثناء ساعات الصيام وتأخير السحور إلى ما قبل الفجر بفترة بسيطة، والحرص على تناول الماء بكميات مناسبة، وعدم شُرب كميات كبيرة من الماء قبل الفجر، حيث إن ذلك يحفز الكلى على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم، مما قد يسبب اضطراب النوم بسبب زيادة عدد زيارات دورة المياه أثناء ساعات النوم المتبقية، مما يزيد الشعور بالإرهاق والتعب خلال فترة الصيام.