نددت الجابون، العضو بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، أمس الأربعاء، بدولة قطر «لتقاعسها» عن الالتزام ب«الاتفاقات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب». وفي بيان لوزارة الخارجية، نددت الجابون بقطر، التي باتت مقاطعة من قبل دول عدة، «لتقاعسها عن احترام الالتزامات والاتفاقات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب». وأضاف البيان: إن الجابون، الواقعة وسط إفريقيا، «قلقة من استمرار دعم قطر للجماعات الإرهابية». وكانت قوى عربية كبرى، منها السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قد قطعت العلاقات مع قطر الاثنين الماضي، متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران. من جانبه قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، امس الأربعاء: إن احتمال فرض مزيد من الإجراءات العقابية على قطر، بما في ذلك فرض قيود جديدة على المعاملات التجارية، لا يزال خيارا مطروحا. تغيير السياسة لا النظام وأعرب قرقاش في مقابلة مع رويترز عن أمله في أن تهدأ الأوضاع، وأن تسود الحكمة، وألا تسير الأمور باتجاه فرض قيود جديدة. وأكد قرقاش أن أبوظبي والرياض تدفعان نحو تغيير سياسة قطر لا نظامها، داعياً الدوحة إلى الالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: «هذا ليس مسعى لتغيير النظام. إنه مسعى لتغيير سياسة ولتغيير مقاربة. ما نقوله لقطر هو الآتي: أنت جارة وعليك أن تلتزمي بقواعد امن واستقرار الخليج». وأضاف قرقاش: «على قطر التوقف عن لعب دور المروج الرئيسي للتطرف والارهاب في المنطقة»، مضيفاً: إن قطع العلاقات معها «حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات القطرية التخريبية ودعم المنظمات المتطرفة والارهابية». وتابع: «بلغنا طريقا مسدودا في مساعينا لاقناع قطر بتغيير مسارها». سحب تنظيم المونديال وعلى صعيد متصل، وعقب اتهامات بدعمها الإرهاب أبدى ساسة بارزون في ألمانيا تشككهم أكثر من أي وقت مضى إزاء إمكانية استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 وقال فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية الصادرة امس الأربعاء: «الاتهامات من العيار الثقيل. يتعين إدارة نقاش جاد بشأن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر». وذكر كاودر أنه لا يمكن تصور إقامة بطولة دولية في بلد يُدعم منه الإرهاب على نطاق كبير، مضيفا: إنه يتعين على قطر المساهمة في كشف ملابسات الاتهامات الموجهة إليها. وقالت نائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت في تصريحات لصحيفة «دي فيلت»: «التطور الحالي مجرد دليل آخر محزن على أن قطر ليست مكانا مناسبا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم». معايير مختلة وفي تصريحات لصحيفة «زاربروكر تسايتونج» الألمانية، طالبت روت المنتمية لحزب الخضر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد جريندل بالعمل بصفته عضوا في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل وضع معايير واضحة لمنح تنظيم بطولات كأس العالم. ومن جانبه، انتقدت رئيسة لجنة الشؤون الرياضية في البرلمان الألماني، داجمار فرايتاج، الموقف المتحفظ للفيفا في هذا الجدل، وقالت: «هل تسمعون شيئا من الفيفا على وجه الخصوص؟ أنا أيضا لا أسمع منه شيئا». وذكرت فرايتاج أنه «في الوقت الراهن» لا يمكن أن نتصور إلا بصعوبة إمكانية إقامة حدث رياضي عالمي في قطر، وقالت: «لكن لا ينبغي لنا بالطبع أن ننسى أننا نتحدث عن عام 2022؛ أي لا يزال هناك وقت طويل». وفي الوقت نفسه لا تعتقد فرايتاج أنه من الممكن نقل بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى دولة أخرى في غضون خمس سنوات، وقالت: «سيكون ذلك أمرا مثيرا للدهشة جدا بالنسبة لي». وفي المقابل، يبحث الاتحاد الدولي للجمباز عن بدائل لإقامة بطولة كأس العالم للجمباز في الدوحة عام 2018. السنغال تقاطع قالت السنغال امس: إنها ستستدعي سفيرها في قطر وعبرت عن «تضامنها» مع المملكة ودول خليجية أخرى قطعت علاقاتها مع الدوحة. وقالت وزارة الخارجية في بيان: «قررت السنغال اعتبارا من اليوم الأربعاء السابع من يونيو 2017 استدعاء سفيرها في قطر للتشاور». وقطعت موريتانيا جارة السنغال العلاقات مع قطر أمس الأول في حين نددت بها الجابون أيضا. الحرس الثوري يحمي أمير قطر ذكرت مصادر صحفية أن قوة من الحرس الثوري الإيراني تحمي أمير قطر داخل قصره في الدوحة، مضيفة: إن تلك القوة وصلت إلى هذه العاصمة القطرية تحت غطاء تدريبات مشتركة. وكانت تقارير سابقة تحدثت عن اتفاقية للتعاون الأمني بين إيرانوقطر وقعت عام 2010 تسمح بهذا الإجراء الأخير، في حال كان صحيحا. وأشارت التقارير السابقة إلى أن الاتفاقية الأمنية تضمنت إمكانية الاستعانة بالقوات الإيرانية بما فيها الحرس الثوري (المصنف منظمة إرهابية) في حال وجود أعمال شغب أو نشاط لجماعات أو منظمات إرهابية في الدوحة. كما تتضمن الاتفاقية بندا يشير إلى أنه «في حال طلب أي من الطرفين المتعاقدين إقامة دورات تعليمية أو شراء أجهزة أمنية أو سائر الطلبات الأخرى التي تتطلب مبالغ مالية، تخصص النفقات بما في ذلك كيفية الدفع بموجب اتفاق منفصل بين الطرفين المتعاقدين». رجل يغادر مكتب الخطوط القطرية في العاصمة البحرينية المنامة (رويترز)