واصلت جمعية الثقافة والفنون بالاحساء تقديم امسياتها الثقافية في ثاني الأيام الثقافية الرمضانية بغرفة الاحساء، من خلال استضافة الكاتب المسرحي عبدالرحمن الحمد امس الاول بمقر الغرفة. حيث رحب مدير الامسية خالد الفريدة بالكاتب المسرحي عبدالرحمن، الحمد وأوضح للحضور أن الحمد راصد للتراث بجميع اشكاله من عادات وتقاليد، وعاصر تاريخا فنيا عميقا، مشيرا الى أن الامسية ستتوقف معه في محطات من حياته وفِي التاريخ الشعبي بمنطقة الاحساء خاصة في مرحلة طفولته، وما كان يتداول بين الناس في شهر رمضان، بعدها تحدث الحمد بأنه ولد في حي النعاثل في أسرة متوسطة الحال، انتقل بعدها إلى جنوب الصالحية في حي اسمه الناصرية ودرس الابتدائية في مدرسة فلسطين الابتدائية، وأوضح أن الدراسة الابتدائية في ذلك الوقت أشبه بالدراسة الجامعية في هذا الوقت، عندما كانت تعلن أسماء الناجحين عبر الإذاعة، بعدها أكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة عمر بن الخطاب وكان هناك رغبة في إكمال الدراسة الجامعية، ولكن منعه من ذلك الحالة المادية التي كانت تعاني منها الاسرة التي كانت تتطلب منه البحث عن عمل. وبين الحمد أن الاستعداد لرمضان قديما يبدأ من شهر رجب، حيث ينتظره الجميع بفرح وترقب حتى منتصف شهر شعبان ليحتفي الاهالي بالليلة المعروفة ب(النافلة) او (الناصفة) حيث يخرج مجموعة من العائلات ميسورة الحال بالدجاج المطبوخ مع الأرز رغم ان الحصول على هذا الغذاء سابقا كان نادرا نظرا لغلاء سعره ليتم توزيعه على الناس، فيما يلعب الاطفال بالالعاب الشعبية القديمة ك(القنص) مستفيدين من ضوء القمر المكتمل في تلك الليلة. واستذكر الحمد احتفاء الاطفال في منتصف شهر رمضان ب(القرقيعان) التي ما زالت عالقة في ذاكرته وقال: اتذكر عام 1958 ملاحقتي انا ومجموعة من الاطفال للمسحر المعروف لدينا ب«ابوطبيلة» ذلك الشخص الذي يوقظ الناس وقت السحر بطبلته، حيث إن صورته ما زالت ماثلة أمامي لغاية هذا اليوم، وأتمنى ان يعود (مدفع) رمضان لما كان يمثله من قيمة ثقافية وتراثية. وفِي نهاية الامسية كرم مدير جمعية الثقافة والفنون بالاحساء علي الغوينم ضيف الامسية الكاتب عبدالرحمن الحمد، ومقدم الأمسية خالد الفريدة.